فصل
[نشوء الحروف من الألف]
واعلم أن الكلام
تناهى إلى الحروف ، والحروف إلى النقطة ، وهي الألف المفقود وينشأ عنه حرفا كما مرّ وهي الصورة الإلهية القائمة بذات الله ، وهي
قسمان جلال وجمال ، وحروف الجلال قسم واحد وهي الحروف النارية ، وحروف الجمال
ثلاثة أقسام وليس في الحروف حرف إلّا وهو صادر عن الألف وهو شهادة الوجود والموجود
بوحدانية الربّ المعبود ، وهي محيطة بكل شيء وهو بكل شيء محيط كما قيل :
ففي كل شيء له
آية
|
|
تدلّ على أنّه
واحد
|
فصل
[تركيب الأسماء من سرّ الحروف]
ومن سرّ الحروف
تتركّب الأسماء ، ولكل كلمة ظاهر وباطن ، والظاهر لأهل التقليد ، والباطن لأهل
التحقيق والتجريد ، لأنّ الظاهر جسم الروح وقشوره ، والباطن روح الجسم ولبابه ، والناس
على أربعة أقسام : قسم لهم حظّ من الظاهر والباطن ، وهم الراسخون في العلم ، وقسم
ليس لهم حظّ في الظاهر والباطن وهم الكفّار ، وقسم ليس لهم حظ في الظاهر دون
الباطن وهم المحجوبون في الظلمة المقرون بالنبوّة دون الإمامة ، وقسم ليس لهم حظ
من الباطن دون الظاهر وهم عقلاء المجانين.
وروى ابن عباس في
قوله تعالى : (وَكُلَّ شَيْءٍ
فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً) قال : معناه شرحناه شرحا بيّنا بحساب الجمل فهم من فهم
وهذا هو العلم الذي أسرّه الله إلى نبيّه ليلة المعراج
__________________