صاحب الدلالات ، وأنا صاحب المعجزات ، محمد خاتم النبيين ، وأنا خاتم الوصيين ، محمد صاحب الدعوة ، وأنا صاحب السيف والسطوة ، محمد النبي الكريم ، وأنا الصراط المستقيم ، محمد الرؤوف الرحيم ، وأنا العلي العظيم.
يا سلمان ، قال الله سبحانه : (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ) (١) ، ولا يعطي هذا الروح إلّا من فوّض إليه الأمر والقدر ، وأنا أحيي الموتى ، واعلم ما في السّموات والأرض ، وأنا الكتاب المبين ، يا سلمان ، محمد مقيم الحجّة ، وأنا حجّة الحق على الخلق ، وبذلك الروح عرج به إلى السماء ، أنا حملت نوحا في السفينة ، أنا صاحب يونس في بطن الحوت ، وأنا الذي حاورت موسى في البحر ، وأهلكت القرون الأولى ، أعطيت علم الأنبياء والأوصياء ، وفصل الخطاب ، وبي تمّت نبوّة محمد ، أنا أجريت الأنهار والبحار ، وفجّرت الأرض عيونا ، أنا كاب الدنيا لوجهها ، أنا عذاب يوم الظلة ، أنا الخضر معلّم موسى ، أنا معلم داود وسليمان ، أنا ذو القرنين ، أنا الذي دفعت سمكها بإذن الله عزوجل ، أنا دحوت أرضها ، أنا عذاب يوم الظلة ، أنا المنادي من مكان بعيد ، أنا دابة الأرض ، أنا كما يقول لي رسول الله صلىاللهعليهوآله : أنت يا علي ذو قرنيها ، وكلا طرفيها ، ولك الآخرة والأولى ، يا سلمان إن ميّتنا إذا مات لم يمت ، ومقتولنا لم يقتل ، وغائبنا إذا غاب لم يغب ، ولا نلد ولا نولد في البطون ، ولا يقاس بنا أحد من الناس ، أنا تكلّمت على لسان عيسى في المهد ، أنا نوح ، أنا إبراهيم ، أنا صاحب الناقة ، أنا صاحب الراجفة ، أنا صاحب الزلزلة. أنا اللوح المحفوظ ، إليّ انتهى علم ما فيه ، أنا أنقلب في الصور كيف شاء الله ، من رآهم فقد رآني ، ومن رآني فقد رآهم ، ونحن في الحقيقة نور الله الذي لا يزول ولا يتغيّر.
يا سلمان ، بنا شرف كل مبعوث ، فلا تدعونا أربابا ، وقولوا فينا ما شئتم ، ففينا هلك وبنا نجي. يا سلمان ، من آمن بما قلت وشرحت فهو مؤمن ، امتحن الله قلبه للإيمان ، ورضي عنه ، ومن شك وارتاب فهو ناصب ، وإن ادعى ولايتي فهو كاذب.
يا سلمان أنا والهداة من أهل بيتي سرّ الله المكنون ، وأولياؤه المقرّبون ، كلّنا واحد ، وسرّنا واحد ، فلا تفرّقوا فينا فتهلكوا ، فإنّا نظهر في كل زمان بما شاء الرحمن ، فالويل كل الويل لمن
__________________
(١) غافر : ١٥.