وتصديق ذلك من
طريق الاعتقاد ، أن الله سبحانه يقول : عبادي من كانت له إليكم حاجة فسألكم بمن
تحبّون أجبتم دعاه؟. ألا فاعلموا أن أحب عبادي إليّ ، وأكرمهم لدي ، محمد وعلي
حبيبي ووليّي ، فمن كانت له إليّ حاجة فليتوسل إليّ بهما ، فإني لا أرد سؤال سائل
سألني بهما ، فإني لا أرد دعاءه ، وكيف أرد دعاء من سألني بحبيبي وصفوتي ، ووليّي
وحجّتي ، وروحي وكلمتي ، ونوري وآيتي ، وبابي ورحمتي ، ووجهي ونعمتي ، لا وإني
خلقتهم من نور عظمتي ، وجعلتهم أهل كرامتي وولايتي ، فمن سألني بهم عارفا بحقّهم
ومقامهم ، وجبت له منّي الإجابة ؛ وكان ذلك حق علي .
والاسم الأعظم هو
ما يجاب به الدعاء ؛ فهم الاسم الأعظم والصراط الأقوم ، وإليه الإشارة بقوله : (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى) ، سبّح ربك العظيم ، والأعلى اسم الذات ، والعظيم جامع
للذات والصفات.
دليله ما ورد عنه
حين رد الشمس ، فقيل له : بما رجعت الشمس لك يا أمير المؤمنين؟
فقال عليهالسلام : سألت
الله باسمه الأعظم فردّها إليّ .
وروي أنه قال في
دعائه عند الرجوع : باسمك
العزيز ، باسمك العظيم ، والعزيز محمد ، والعظيم علي ، فمعنى قوله : سبّح اسم ربك العظيم ، معناه سبّح اسم ربك
العظيم الأعلى باسمه العظيم الأعلى ، لأن تقديس الصفات توحيد الذات ، ومحمد وعلي
في العظمة أعلى من كل موجود ، لأنّهما على الوجود ، وحقيقة الموجود ، وأقرب إلى
الذات من سائر الصفات.
وإليه الإشارة
بقوله : (فَكانَ قابَ
قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) ، وليس ذلك قرب المكان ، لأن الرحمن جل عن المكان ، بل ذلك
قرب الصفات من الذات ، وذاك قرب الواحد من الأحد ، لأنه الكلمة العليا التي لم
تسبقها كلمة في الأزل ، ولم تزل ، والنور الذي شعشع عنه الوجود ،
__________________