فصل
[ما عرف علي سوى النبيّ عليهماالسلام]
وكيف يعرف الناس
عليّا ويحيطون به خبرا وذلك باب قد سدّ النبي طريق الوصول إليه ، فقال وقوله الحق
: «ما
عرفك إلّا الله وأنا ، وما عرفني إلّا الله وأنت ، وما عرف الله إلّا أنا وأنت» .
هذا حديث صحيح
والناس مع صحّته يدعون معرفة الله ورسوله ، وصدق الحديث يوجب كذب دعواهم ، وصدق
دعواهم يوجب كذب الحديث ، ولكن الحديث صادق ، فدعواهم في معرفة حقيقة الله ورسوله
كاذبة ، سبحانك ما عرفناك حق معرفتك ، لأنّ حقيقة معرفة الله ومعرفة حقيقة الله
غير معلومة للبشر ، وكذا معرفة حقيقة محمد وعلي عليهماالسلام ، وإليه الإشارة بقوله : «ما عرف الله غير الله ، وما وحّد الله
غير محمد رسول الله» .
وكذا حقيقة محمد
وعلي ما عرفها إلّا الله ، وهم وقليل من أوليائهم ، ممّن وصل إلى الدرجة العليا
العاشرة من الإيمان. يدل على صحّة هذه الدعوى ، والشاهد ما ورد في كتاب البشائر :
أن عمر دخل على رسول الله صلىاللهعليهوآله في مسجده يوما وبين يديه أمير المؤمنين فقال عمر : فمالي
سألته ... الله.
قلت : أصدقكم لهجة
أبوذر ، فقال : هو كما قلت ، فقال عمر : فما لي سألته عنك فقال : هو في مسجده ،
فقلت : ومن عنده؟
فقال : رجل لا
أعرفه ، وهذا علي ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : صدق
أبوذر يا عمر ، هذا رجل لا يعرفه إلّا الله ورسوله.
__________________