إليهم ، وحساب
العباد عليهم ، فقال : (وَجاءَتْ كُلُّ
نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ) فالشهيد محمد النبي ، والسائق علي الولي.
ثم أبان للخلق
عددهم ونبأهم فقال : (وَبَعَثْنا مِنْهُمُ
اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً) فمنهم السادة النقباء ، والأسباط الأوصياء ، ثم خصّهم
بالشرف والفخار ، وحصر فيهم العلم والافتخار ، فقال : (وَمِنْ آبائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ
وَإِخْوانِهِمْ وَاجْتَبَيْناهُمْ) فآباؤهم محمد وعلي وفاطمة ، وإخوانهم الحسن والحسين ،
وذرياتهم الخلفاء من عترة الحسين إلى آخر الدهر عليهمالسلام.
ثم قال : (وَاجْتَبَيْناهُمْ) فتعيّن شرفهم وفضلهم ووجب اتباعهم ، وانقطاع الكل عن
مرتبتهم ونزول الخلائق عن رفعتهم.
ثم أكد ذلك وعيّنه
، وأشاع فضلهم وبيّنه ، وأن الإمامة لا تكون إلّا في المعصوم البريء من السيئات ،
المطهّر من الخطيئات ، وأخرج من سواهم من دائرة الشرف والحكم ، وأشار إلى ذلك رمزا
، فقال لنوح إذ قال : (رَبِّ إِنَّ ابْنِي
مِنْ أَهْلِي) * (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ
أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) ، ثم بيّن لعباده أنّهم أئمة الحق ، وأوضح لهم أنهم
الداعون إلى الصدق ، وأن من تبع غيرهم ضلّ وزلّ ، فقال : (أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ
أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ
كَيْفَ تَحْكُمُونَ) .
ثم توعّد عباده
وخوّفهم أن يتبعوا غيرهم فقال : (اتَّقُوا اللهَ
وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) والصدق فيهم ومنهم.
ثم أمر عباده أن
يدينوه بطاعتهم ، فقال : (يا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً) فجعل ولايتهم السلم والسلام.
__________________