صلاة التراويح (١) ، ونهى / عن متعة الحج (٢) ، وعاب عثمان بإيوائه الحكم بن العاص ، وتوليته الوليد بن عقبة الكوفة ، وأنّه استأثر بالحمى (٣) وثلب عليا بقوله في بقرة قتلت حمارا : اقول فيها برأيي ، وعاب ابن مسعود بقوله في حديث تزويج بنت واشق (٤) : اقول فيها برأيي وعابه بروايته عن النبي صلىاللهعليهوسلم «ان السعيد من سعد في بطن أمه ، والشقي من شقى في بطن أمه». وزعم ان هذا كذب منه ، وكذّبه في روايته انشقاق القمر (٥) ، وفي رواية الجن (٦) ، وما للصحابة عند هذا الطاعن ذنب غير انهم كانوا موحّدين لا ملحدين مثله. وانشقاق القمر ان احاله فقد احال تفريق اجزاء جسم مؤلف ، وان اجاز انشقاقه عقلا ، فما المانع من وقوعه مع ورود الخبر به؟ واما رواية الجن فان احالها / لزمه ان لا يرى الجن بعضهم بعضا ، وان اجازها لم ينكر وقوعها لبعض الناس ، كما رأى النبي صلىاللهعليهوسلم الملائكة دون الناس. وحديث السعادة والشقاوة صحيح وان رغم انفه في طعنه على الصحابة كما قيل : وهل يضرّ السحاب نباح الكلاب؟ وكقول الآخر : هل يضر البحر لسان اجرب ان رمى فيه وليد بحجر (٧) ـ وكقول الثالث : «ما ضرّ تغلب وائل أهجوتها ، أم بلت حيث تناطح البحران» (٨).
__________________
(١) صلاة التراويح : جمع ترويحة وهي الجلسة التي بعد اربع ركعات في ليالي رمضان (صحيح مسلم ٢ : ١٧٦).
(٢) الزيجة المؤقتة في وقت الحج.
(٣) أراض لبيت المال محمية لمواشيه ، فزعم أن عثمان خصّ بها نفسه (راجع : ph.hitti originso ftheislamicstate ,p٢٣).
(٤) جاء في كتاب الفرق ، ط. بدر ص ١٣٤ «في حديث تزويج بنت واشق» وفي ط. الكوثري ص ٩٠ «في حديث تزويج بروع بنت واشق» وفي ط. عبد الحميد ص ١٤٨ «في حديث تزويج بروع بنت واشق». وفي مختصر الفرق ط. حتّى ص ١٠٧ «في حديث بروع بنت واشق» مع التعليق الآتي : العبارة مشوهة ، والشهرستاني ١ : ٧٣ اغفل هذه الرواية ، اما ابن مسعود ، فهو عبد الله ، ذكره الطبري ١ : ٢٣٧٦ ، والبلاذري ٢٧٣) ه تعليق فيليب حتّى.
(٥) القرآن ٥٤ : ١ «اقتربت الساعة وانشق القمر».
(٦) القرآن ٧٢ : ١ ـ ٦.
(٧) هذا القول الآخر غير وارد في كتاب «الفرق».
(٨)
ما ضرّ تغلب وائل أهجوتها |
|
أم بلت حيث تناطح البحران |
يوما إذا خطرت عليك قرونهم |
|
تركتك بين كلاكل وجران |