الصوت المسموع بالماء المصبوب على قوم ، فما يصب (١) على كل واحد منهم غير ما يصب على الآخر. ويلزمه على هذا ان لا يكون جماعة من الصحابة سمعت كلمة واحدة من الرسول صلىاللهعليهوسلم ، لان كل واحد منهم سمع جزءا من كلمته او من صوته ، وليس الجزء منها كلمة تامة.
والفضيحة التاسعة له قوله بانقسام لا الى غاية ، وفيه احالة احاطة علم الله تعالى باجزاء العالم ، بخلاف قوله (وَأَحْصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً) (٢). وقد انكر النظام على الثنوية قولها ان الهمامة (٣) التي هي روح الكافر عندهم ، قطعت بلادها ووافت / درجات النور. وقال لهم : ان كانت بلادها لا تتناهى من جهة السفل ، فكيف قطعتها الهمامة؟ ثم زعم مع ذلك ان الروح اذا فارق البدن يقطع هذا العالم الى فوق ، واجزاء ما يقطعه غير متناهية ، ولا جل هذا قال بالطفرة (٤). وزعم ان القاطع للشيء يقطع بعضه ويطفر بعضه. ولا ينفصل على هذا من المانوية (٥) اذا قالوا ان الهمامة قطعت بعض بلادها وطفرت بعضها حتى وافت النور.
والفضيحة العاشرة له قوله بالطفرة ، وان الشيء يكون في مكان ، فيصير منه الى المكان الثالث او العاشر منه من غير ان يمر بالوسط. ونحن نتحاكم إليه في إحالة هذا القول وان كان التحكيم بعد ابي موسى خارجا من الحزم.
والفضيحة الحادية عشر له قوله لا يعلم / باخبار الله تعالى ، ولا باخبار رسوله ، ولا باخبار اهل دينه شيء. وانما الجأه الى ذلك قوله بانه لا يعلم شيء من الاجسام والالوان بشيء من الاخبار. وقال ان المعلومات ضربان : محسوس وغير محسوس ، منها اجسام فحسب ، ولا يصح العلم بها الا من جهة الحس. وغير
__________________
(١) في المخطوط : فيصب ـ الصح : فما يصب.
(٢) سورة الجن ؛ مكّية ٢٨.
(٣) جاء في المخطوط «الهامة» وكذلك في ط. الكوثري ص ٨٤ ، وط. عبد الحميد ص ١٣٩ ؛ ولكن في ط. بدر ص ١٢٣ جاء «الهمّامة» وجاء أيضا «الهمامة» في كتاب الانتصار للخياط (انظر ص ٣١ من طبعتنا لهذا الكتاب) وفي هذا المخطوط هنا يوضح معنى «الهمامة» فيقول : «هي روح الكافر عندهم» ، بينما في باقي المراجع جاء : «الهمامة التي هي روح الظلمة عندهم».
(٤) فيما يتعلق بالطفرة انظر «الملل والنحل» للشهرستاني ١ : ٦٣ وكذلك الايجي : «المواقف» ص ١٩١ والاشعري : «مقالات الاسلاميين» ٢ : ١٨ (تحقيق عبد الحميد ـ طبعة القاهرة ١٩٥٤.
(٥) في المخطوط : المامونية.