ومما يجدر ذكره هنا في هذه المخطوطة هو ان عبد القاهر البغدادي ذكر فيها عن الفرق بعض المواقف وبعض المعلومات التي لم يأت على ذكرها في كتابه «الفرق بين الفرق». وقد اوضحنا في الهوامش كل هذه الزوائد الواردة في المخطوطة. وكأن البغدادي اكتفى بانه أوردها سابقا في كتابه المخطوط هذا وغفل عنها في كتاب «الفرق».
ج ـ جاء في كتاب «الفرق بين الفرق» في آخر الفصل الثامن من الباب الثالث : «في بيان مذاهب المشبهة من اصناف شتّى» قول البغدادي : «وهذا باب ان اطلناه طال ، ونشر الأذيال ، وقد بينا تفصيل أقوال المعتزلة والمشبهة ، واقوال سائر أصحاب الأهواء في كتابنا المعروف بكتاب «الملل والنحل» ، وفيما ذكرنا منها في هذا الباب كفاية ، والله اعلم.» (الفرق ط. بدر ص ٢١٩ ؛ ط. الكوثري ص ١٤١ ؛ ط. عبد الحميد ص ٢٣٠).
وهذه المرة الثانية التي يذكر فيها البغدادي كتابه «الملل والنحل» في كتابه «الفرق بين الفرق» وهنا يقول انه بيّن تفصيل اقوال المعتزلة والمشبهة في كتابه «الملل والنحل».
فاذا رجعنا الى كلامه الخاص بذكر «فرق الضلال من القدرية والمعتزلة» في المخطوطة ، نلاحظ انه خصص لهذه الفرقة ـ فرقة المعتزلة ـ من الورقة ٥٩ / ٢ الى الورقة ١٠٩ / ٢ اي خمسين ورقة مجموعها مائة صفحة ، في حين ان مجموع اوراق المخطوطة التي عثرنا عليها هنا هو ٨٨ ورقة. فيكون البغدادي قد خصص للمعتزلة القسم الاكبر من مخطوطته هذه ، وربما خصص لهم نصفها او ما يزيد. وقد ذكرنا في الهوامش الخاصة بالمعتزلة عند كلامه عنهم ، ما هو وارد في المخطوطة هنا عن المعتزلة وغير مذكور في كتاب «الفرق بين الفرق» ممّا يثبّت قول البغدادي في كتابه «الفرق بين الفرق» : «قد بينا تفصيل اقوال المعتزلة في كتابنا المعروف بكتاب «الملل والنحل». وفي هذه المخطوطة لم يميز البغدادي بين المعتزلة المحض والغلاة منهم ، مثل الحابطية والحدثية والحمارية ، وقاسم الدمشقي ، كما انه يذكر ، بعد كلامه عن البهشمية من المعتزلة ، اصحاب الاهواء منهم ،