تنبيه
قد يحسب القارئ لأول وهلة أن النزعات الأهوائية المذكورة في هذا الكتاب كلها مما تدين به الشيعة الامامية او أن تلك الفرق لها كيان ثابت بين ظهرانيها ، لكن المنقب في التأريخ الباحث عن شئون الأمم والديانات والمطلع على السياسات المتعاورة في الأجيال الغابرة جد عليم بانها كانت تتراوح بين شكوك وأوهام عرت بعض البسطاء وانقرضت بموتهم ، ومطامع وشهوات صبت إليها آحاد استهوتهم النهمة والشره لاختلاس مال او حيازة جاه وهؤلاء بين من ثوب إلى الحق بعد الحصول على غايته او يأسه منها او توفقه للتوبة ، ومن قطع معرته حمامه ، وأناس ديف إليهم السم في العسل من قبل السياسات الوقتية روما لتشتيت كلمة الامامية ومحق روعتهم فاستخفهم الجهل بالغايات مع ما جبل به الانسان من حب الفخفخة فقاموا بدعايات باطلة واستحوذوا على نفوس خائرة القوى لكن سرعان ما قلب عليهم الدهر ظهر المجن لما تمكنت الساسة من الحصول على ضالتهم المنشودة ولم يبق لهم فى القوم مطمع فأخذوا وقتلوا تقتيلا ، وكانت هناك مجزرة بدعهم واهوائهم إلى غير هذه من غايات واغراض وقتية أسفت بالنفوس الضئيلة إلى هوة المذلّة واللعنة ولم يعد في الأكثر أن يكون المعتنقون لها افرادا من ساقة الناس أو عشرات من الذنابى أو لمة ممن لم يقم المجتمع الديني والبشري