٥ ـ بيان أن من الذنوب ما يعفو (١) الله تعالى عنه ولا يؤاخذ به تكرما واحسانا.
(وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ (٣٢) إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٣٣) أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ (٣٤) وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ (٣٥))
شرح الكلمات :
(وَمِنْ آياتِهِ الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) : أي ومن علامات ربوبيته للخلق ايجاد السفن كالجبال فى البحار وتسخير البحار للسير فيها لمنافع العباد.
(إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ) : أي يوقف هبوب الريح فلا نسيم ولا عواصف.
(فَيَظْلَلْنَ رَواكِدَ عَلى ظَهْرِهِ) : أي تقف السفن وتظل راكدة حابسة على ظهر البحر.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ) : أي فى هذه المظاهر من خلق السفن والبحار وتسخير البحار وسير السفن وركودها عند سكون الرياح لدلالات واضحة على وجود الله وقدرته وعلمه وحكمته.
(لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) : أي إن هذه الآيات لا يراها ولا ينتفع بها إلا من كان صبارا عند الشدايد والمحن شكورا عند الآلاء والنعم.
(أَوْ يُوبِقْهُنَّ بِما كَسَبُوا) : أي وان يشأ يجعل الرياح عواصف فيهلك تلك السفن ويغرقها بمن فيها بسبب ذنوب أصحابها ، وهو على ذلك قدير.
(وَيَعْفُ عَنْ كَثِيرٍ) : أي وإنه تعالى ليعفو عن كثير من الذنوب والخطايا فلا يؤاخذ بها إذ لو آخذ بكل ذنب ما بقي أحد على وجه الأرض لقلة من لا يذنب فيها.
(وَيَعْلَمَ الَّذِينَ يُجادِلُونَ فِي آياتِنا) : أي ويعلم المكذبون بآيات الله من المشركين عند ما تعصف العواصف وتضطرب السفن ويخاف الغرق.
(ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) : أي ليس لهم من مهرب إلا إلى الله فيجأرون بدعائه وحده ناسين آلهتهم الباطلة.
__________________
(١) ولذا قال عليّ رضي الله عنه أرجى آية في كتاب الله تعالى هي هذه الآية وإذا كان يكفر عني بالمصائب ويعفو عن كثير لما يبقى بعد كفارته وعفوه؟.