ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (٢١))
شرح الكلمات :
(اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِ) : أي أنزل القرآن متلبسا بالحق والصدق لا يفارقه أبدا.
(وَالْمِيزانَ) : أي وأنزل الميزان وهو العدل ليحق الحق.
(وَما يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) : أي أيّ شىء يجعلك تدرى قرب الساعة إلا أن يكون الوحى الإلهى.
(يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) : أي يطالب المكذبون بها لأنهم لا يخافون ما فيها لعدم إيمانهم به.
(وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها) : أي خائفون وذلك لإيمانهم فهم لا يدرون ما يكون لهم فيها من سعادة أو شقاء ولذا هم مشفقون.
(وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُ) : أي ان الساعة حق واجبة الإتيان لا محالة.
(إِنَّ الَّذِينَ يُمارُونَ فِي السَّاعَةِ) : أي إن الذين يجادلون فى الساعة شاكين فى وقوعها.
(اللهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ) : أي برهم وفاجرهم بدليل أنهم يعصونه وهو يرزقهم ولا يعاقبهم.
(مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ) : أي من كان يريد بعمله ثواب الآخرة.
(نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ) : أي نضاعف له ثوابه الحسنة بعشر أمثالها وأكثر.
(وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا) : أي من كان يريد بعمله متاع الحياة الدنيا من طيباتها.
(نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ) : أي نعطه منها ما قدر له وليس له فى الآخرة من حظ ولا نصيب.
(أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ) : أي بل لهم شركاء من الشياطين شرعوا لهم من الدين.
(ما لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ) : أي ما لم يشرعه الله تعالى وهو الشرك.
(وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ) : أي ولو لا كلمة الفصل التى حكم الله بها بتأخير العذاب إلى يوم القيامة لأهلكهم اليوم على شركهم وأنجى المؤمنين.
معنى الآيات :
قوله تعالى : (اللهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزانَ) (١) يخبر تعالى رسوله والمؤمنين بأنه هو
__________________
(١) جائز أن يكون الكتاب اسم جنس يشمل الكتب الإلهية إذ الله تعالى هو منزلها وجائز ان يكون المراد به القرآن. وال فيه للتفخيم من شأنه كأنه الكتاب الفذ في بابه.