لِإِخْوانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنا وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَلِيلاً (١٨) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذا جاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللهُ أَعْمالَهُمْ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً (١٩))
شرح الكلمات :
(وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ) : أي من قبل غزوة الخندق وذلك يوم أحد قالوا : والله لئن أشهدنا الله قتالا لنقاتلن ولا نولي الأدبار.
(وَكانَ عَهْدُ اللهِ مَسْؤُلاً) : أي صاحب العهد عن الوفاء به.
(وَإِذاً لا تُمَتَّعُونَ إِلَّا قَلِيلاً) : أي وإذا فررتم من القتال فإنكم لا تمتعون بالحياة إلا قليلا وتموتون.
(مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللهِ) : أي من يجيركم ويحفظكم من الله.
(إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً) : أي عذابا تستاءون له وتكربون.
(قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ) : أي المثبطين عن القتال المفشلين إخوانهم عنه حتى لا يقاتلوا مع رسول الله والمؤمنين.
(هَلُمَّ إِلَيْنا) : أي تعالوا إلينا ولا تخرجوا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
(وَلا يَأْتُونَ الْبَأْسَ إِلَّا قَلِيلاً) : أي ولا يشهدون القتال إلا قليلا دفعا عن أنفسهم تهمة النفاق.
(أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ) : أي بخلاء لا ينفقون على مشاريعكم الخيرية كنفقة الجهاد وعلى الفقراء.
(تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ) : أي تدور أعينهم من شدة الخوف لجبنهم كالمحتضر الذي يغشى عليه أي يغمى عليه من آلام سكرات الموت.
(سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدادٍ) : أي آذوكم بألسنة ذربة حادة كأنها الحديد وذلك بكثرة