معنى الآيات :
الآيات في تقرير
التوحيد والبعث والجزاء ، قوله تعالى : (أَلَمْ تَرَ) أيها الرسول أي ألم تعلم (كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ
مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً) هي كلمة الإيمان يقولها المؤمن (كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ) وهي النخلة (أَصْلُها ثابِتٌ) في الأرض (وَفَرْعُها) عال (فِي السَّماءِ) ، (تُؤْتِي أُكُلَها) تعطي أكلها أي ثمرها الذي يؤكل منها كل حين بلحا وبسرا
ومنصّفا ورطبا وتمرا وفي الصباح والمساء (بِإِذْنِ رَبِّها) أي بقدرته وتسخيره فكلمة الإيمان لا إله إلا الله محمد
رسول الله تثمر للعبد أعمالا صالحة كل حين فهي في قلبه والأعمال الصالحة الناتجة
عنها ترفع إلى الله عزوجل ، وقوله تعالى : (وَيَضْرِبُ اللهُ
الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) أي كما ضرب هذا المثال للمؤمن والكافر في هذا السياق يضرب
الأمثال للناس مؤمنهم وكافرهم لعلهم يتذكرون أي رجاء أن يتذكروا فيتعظوا فيؤمنوا
ويعملوا الصالحات فينجوا من عذاب الله ، وقوله : (وَمَثَلُ كَلِمَةٍ
خَبِيثَةٍ) هي كلمة الكفر في قلب الكافر (كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ) هي الحنظل مرّة ولا خير فيها ولا أصل لها ثابت ولا فرع لها
في السماء (اجْتُثَّتْ) أي اقتلعت واستؤصلت (مِنْ فَوْقِ
الْأَرْضِ ما لَها مِنْ قَرارٍ) أي لا ثبات لها ولا تثمر إلا ما فيها من مرارة وسوء طعم
وعدم بركة وقوله تعالى : (يُثَبِّتُ اللهُ
الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي
الْآخِرَةِ) هذا وعد من الله تعالى لعباده المؤمنين الصادقين بأنه
يثبتهم على الإيمان مهما كانت الفتن والمحن حتى يموتوا على الإيمان (وَفِي الْآخِرَةِ) أي في القبر إذ هو عتبة الدار الآخرة عند ما يسألهم الملكان عن الله وعن الدين والنبي من ربك؟ ما دينك؟ من
نبيك؟ فيثبتهم بالقول الثابت وهو الإيمان وأصله لا إله إلا الله محمد رسول الله
والعمل الصالح الذي هو الإسلام وقوله تعالى : (وَيُضِلُّ اللهُ
الظَّالِمِينَ) مقابل هداية المؤمنين فلا يوفقهم للقول الثابت حتى يموتوا
على الكفر فيهلكوا ويخسروا ، وذلك
__________________