وقوله تعالى : (وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ آياتٍ بَيِّناتٍ) أي ومثل ذلك الإنزال للآيات التي تقدمت في بيان قدرة الله وعلمه في الخلق وإحياء الأرض وإعادة الحياة بعد الفناء أنزلنا القرآن آيات واضحات تحمل الهدى والخير لمن آمن بها وعمل بما فيها من شرائع وأحكام وقوله تعالى : (وَأَنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ) أي هدايته بأن يوفقه للنظر والتفكر فيعرف الحق فيطلبه ويأخذ به عقيدة وقولا وعملا.
وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا) (١) وهم المسلمون (وَالَّذِينَ هادُوا) وهم اليهود (وَالصَّابِئِينَ) وهم فرقة من النصارى يقرأون الزبور ويعبدون الكواكب (وَالنَّصارى) وهم عبدة الصليب (وَالْمَجُوسَ) وهم عبدة النار (٢) والكواكب (وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) وهم عبدة الأوثان هؤلاء جميعا (٣) سيحكم الله بينهم يوم القيامة فيدخل المؤمنين الجنة ويدخل أهل تلك الملل الباطلة النار هذا هو الفصل الحق فالأديان ستة دين واحد للرحمن وخمسة للشيطان فأهل دين الرحمن يدخلهم في رحمته ، وأهل دين الشيطان يدخلهم النار مع الشيطان وقوله : (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) أي عالم بكل شيء لا يخفى عليه شيء وسيجزى كل عامل بما عمل ، ولا يهلك على الله إلا هالك فقد أنزل كتابه وبعث رسوله ورغب ورهب وواعد وأوعد والناس يختارون ما قدر لهم أو عليهم وسبحان الله العظيم.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ كل الأديان هي من وحي الشيطان وأهلها خاسرون إلا الإسلام فهو دين الله الحق وأهله هم الفائزون ، أهله هم القائمون عليه عقيدة وعبادة وحكما وقضاء.
٢ ـ ان الله ناصر دينه ، ومكرم أهله ، ومن غاظه ذلك ولم يرضه فليختنق.
٣ ـ تقرير عقيدة البعث والجزاء.
٤ ـ تقرير ارادة الله ومشيئته فهو تعالى يفعل ما يشاء ويهدي من يريد.
__________________
(١) هذه الآية نزلت كالفذلكة لما سبق فقررت الصراع الدائر بين الحق والباطل وسمت المتصارعين بألقابهم وأعلمتهم أنّ الحكم فيهم مؤجل إلى يوم القيامة وسيكون عادلا لعلم الله تعالى بهم وحفظه لأعمالهم ..
(٢) لذا فهم يثبتون إلهين إلها للخير وإلها للشر وهم أهل فارس ، وأقدم النحل المجوسية أسسها ملك فارسي قديم في التاريخ يدعى (كبومرث).
(٣) هذا تفسير لقوله تعالى في الآية : (إِنَّ اللهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ) إذ الفصل هو الحكم.