(فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ) : أي بحبل.
(إِلَى السَّماءِ) : أي سقف بينه وليختنق غيظا
(هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ) : أي في عدم نصرة النبي صلىاللهعليهوسلم الذي يغيظه.
(وَكَذلِكَ أَنْزَلْناهُ) : أي ومثل إنزالنا تلك الآيات السابقة أنزلنا القرآن.
(هادُوا) : أي اليهود.
(وَالصَّابِئِينَ) : فرقة من النصارى.
(وَالْمَجُوسَ) : عبدة النار والكواكب.
(عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) : أي عالم به حافظ له.
معنى الآيات :
بعد ما ذكر تعالى جزاء الكافرين والمترددين بين الكفر والإيمان أخبر أنه تعالى يدخل الذين آمنوا به وبرسوله ولقاء ربهم ووعده ووعيده وعملوا الصالحات وهي الفرائض التي افترضها الله عليهم والنوافل التي رغبهم فيها يدخلهم جزاء لهم على إيمانهم وصالح أعمالهم جنات تجري من تحتها الأنهار وقوله تعالى : (إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) (١) ومن ذلك تعذيبه من كفر به وعصاه ورحمة من آمن به وأطاعه وقوله تعالى : (٢) (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ) أي من كان يظن أن الله لا ينصر رسوله ودينه وعباده المؤمنين فلذا هو يتردد ولم يؤمن ولم ينخرط في سلك المسلمين كبني أسد وغطفان فإنا نرشده إلى ما يذهب عنه غيظه حيث يسوءه نصر الله تعالى لرسوله وكتابه ودينه وعباده المؤمنين وهو أن يأتي بحبل وليربطه بخشبة في سقف بيته ويشده على عنقه ثم ليقطع الحبل (٣) ، وينظر بعد هذه العملية الانتحارية هل (٤) كيده هذا يذهب عنه الذي يغيظه؟.
__________________
(١) هذه الجملة الكريمة هي تذييل لكلّ ما تقدم لقوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) ومتضمنة تعليلا اجماليا لاختلاف الناس في الخير والشر ولما يلقون من جزاء كذلك.
(٢) الظاهر أن هذا فريق ثالث غير الفريقين المتقدمين وهما : فريق من يجادل في الله بغير علم وفريق من يعبد الله على حرف وهذا الفريق الثالث قد يكون من اليهود والمنافقين وبعض المشركين الذين كانوا يغتاظون لانتصار النبي صلىاللهعليهوسلم لأنهم لا يودّون ذلك ولا كانوا يرون انتصاره صلىاللهعليهوسلم كائنا فكلما رأوا نصرا له ازداد غمهم واشتد كربهم لأنّ انتصاره يحزنهم ويخيفهم.
(٣) قرأ الجمهور : (لْيَقْطَعْ) بسكون اللام لوجود ثم العاطفة وقرأ بعض ليقطع بكسر اللام لأن ثم ليست كالفاء والواو العاطفتين لأنها مركبة من ثلاثة أحرف.
(٤) (هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ ما يَغِيظُ) الاستفهام انكاري ، وما : مصدرية أي : هل يذهبن كيده غيظه.