وينهاك عن الظلم والكفر ومنع بني إسرائيل من الخروج إلى أرض المعاد معنا. (وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى) أي واعلم يا فرعون أن الأمان والسلامة يحصلان لمن اتبع الهدى الذي جئناك به ، فاتبع الهدى تسلم (١) ، وإلا فأنت عرضة للمخاوف والهلاك والدمار وذلك لأنه (قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا) أي أوحى إلينا ربنا ، (أَنَّ الْعَذابَ (٢) عَلى مَنْ كَذَّبَ) بالحق الذي جئناك به (وَتَوَلَّى) عنه فأعرض عنه ولم يقبله كبرياء وعنادا.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ عظم شأن الذكر بالقلب واللسان والجوارح أي بالطاعة فعلا وتركا.
٢ ـ وجوب مراعاة الحكمة في دعوة الناس إلى ربهم.
٣ ـ تقرير معية الله تعالى مع أوليائه وصالحى عباده بنصرهم وتأييدهم.
٤ ـ تقرير أن السلامة من عذاب الدنيا والآخرة هي من نصيب متبعي الهدى.
٥ ـ شرعية إتيان الظالم وأمره ونهيه والصبر على اذاه.
٦ ـ عدم المؤاخذة على الخوف حيث وجدت اسبابه.
(قالَ فَمَنْ رَبُّكُما يا مُوسى (٤٩) قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى (٥٠) قالَ فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى (٥١) قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسى (٥٢) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْداً وَسَلَكَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْ نَباتٍ شَتَّى (٥٣) كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعامَكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى (٥٤) مِنْها خَلَقْناكُمْ وَفِيها نُعِيدُكُمْ وَمِنْها نُخْرِجُكُمْ تارَةً أُخْرى (٥٥))
__________________
(١) والسّلام هنا ليس سلام تحية.
(٢) قوله تعالى : (أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى) هذه أرجى آية للموحدين لأنهم لم يكذّبوا ولم يتولوا.