شرح الكلمات :
(إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) : أي ألا بالخصلة التي هي أحسن من غيرها وهي تنميته والإنفاق عليه منه بالمعروف.
(حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ) : أي بلوغه سن التكليف وهو عاقل رشيد.
(وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ) : أي إذا عاهدتم الله أو العباد فأوفوا بما عاهدتم عليه.
(إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً) : أي عنه وذلك بأن يسأل العبد يوم القيامة لم نكثت عهدك؟
(أَوْفُوا الْكَيْلَ) : أي اتموه ولا تنقصوه.
(بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ) : أي الميزان السوي المعتدل.
(وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) : أي مآلا وعاقبة.
(وَلا تَقْفُ) : أي ولا تتبع.
(وَالْفُؤادَ) : أي القلب.
(كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً) : أي عن كل واحد من هذه الحواس الثلاث يوم القيامة.
(مَرَحاً) : أي ذا مرح بالكبر والخيلاء.
(لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ) : أي لن تثقبها أو تشقها بقدميك.
(مِنَ الْحِكْمَةِ) : أي التي هي معرفة المحاب لله تعالى للتقرب بها إليها ومعرفة المساخط لتتجنبها تقربا إليه تعالى بذلك.
(مَلُوماً مَدْحُوراً) : أي تلوم نفسك على شركك بربك مبعدا من رحمة الله تعالى.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في بيان ما قضى به الله تعالى على عباده المؤمنين ووصاهم به فقال تعالى : (وَلا تَقْرَبُوا) أي أيها المؤمنون (مالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) أي بالفعلة التي هي أجمل وذلك بأن تتصرفوا فيه بالتثمير له والاصلاح فيه ، والانفاق منه على اليتيم بالمعروف أما أن تقربوه لتأكلوه إسرافا وبدارا فلالا. وقوله : حتى يبلغ أشده أي حتى يبلغ سن الرشد فتحاسبوه وتعطوه ماله يتصرف فيه حسب المشروع من التصرفات المالية. وقوله تعالى : (وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ) (١) أي ومما أوصاكم به أن توفوا بعهودكم التي بينكم وبين ربكم وبينكم وبين سائر الناس مؤمنهم وكافرهم فلا يحل لكم أن لا توفوا بالعهد وأنتم قادرون على الوفاء بحال من الأحوال. وقوله (إِنَّ الْعَهْدَ كانَ (٢) مَسْؤُلاً) تأكيد للنهي عن نكث العهد إذ أخبر تعالى أن العبد
__________________
(١) التعريف في «العهد» للجنس ليشمل سائر العهود.
(٢) الجملة تعليلية علل بها الأمر بالوفاء بالعهود ، وحذف متعلق مسئولا لظهوره : وهو عنه أي مسئولا عنه.