مِنَ الْأَحْزابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (١٧))
شرح الكلمات :
زينة الحياة الدنيا : المال والولد وأنواع اللباس والطعام والشراب.
(نُوَفِّ إِلَيْهِمْ) : نعطهم نتاج أعمالهم وافيا.
(لا يُبْخَسُونَ) : أي لا ينقصون ثمرة أعمالهم.
(وَحَبِطَ) : أي بطل وفسد.
(عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ) : أي على علم يقيني.
(وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) : أي يتبعه.
(كِتابُ مُوسى) : أي التوراة.
(وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ) : أي بالقرآن.
(فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ) : أي مكان وعد به فهو لا محالة نازل به.
(فِي مِرْيَةٍ مِنْهُ) : أي في شك منه.
معنى الآيات :
لما أقام الله تعالى الحجة على المكذبين بعجزهم عن الإتيان بعشر سور من مثل القرآن مفتريات حيث ادعوا أن القرآن مفترى وأن محمدا صلىاللهعليهوسلم قد افتراه ولم يبق إلا أن يختار المرء أحد الطريقين طريق الدنيا أو الآخرة الجنة أو النار فقال تعالى (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ) (١) (الدُّنْيا وَزِينَتَها) من مال وولد وجاه وسلطان وفاخر اللباس والرياش.
(نُوَفِ (٢) إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها) (٣) نعطهم نتاج عملهم فيها وافيا غير منقوص فعلى قدر جهدهم وكسبهم فيها يعطون ولا يبخسهم عملهم لكفرهم وتركهم ، ثم هم بعد ذلك إن لم يتوبوا
__________________
(١) أي : ممن رفضوا الإسلام وأبوه بعد قيام الحجة على بطلان ما هم عليه من الكفر ورضوا بالكفر بإرادة الحياة الدنيا.
(٢) التوفية : إعطاء الشيء وافيا ، وعدي نوف : بإلى لأنه مضمن معنى : نوصل.
(٣) لفظ (أَعْمالَهُمْ) يشمل الأعمال الخيرية والأعمال الدنيوية فالأعمال الخيرية كصلة الرحم ، وقرى الضيف ، والإحسان إلى الفقراء والمساكين ، فهذه لا يحرمها الكافر بل يجد جزاءها في الدنيا : بركة في ماله وولده وحياته ، وأمّا الأعمال الدنيوية كالصناعة والزراعة والتجارة فهذه يوفى قدر جهده فيها ، فبقدر ما يبذل من طاقة يحصل له من الكسب والربح والانتاج فكفره لا يمنعه نتاج عمله بقدر ما يبذل فيه.