كَذَّبُوا بِآياتِنا وَأَنْفُسَهُمْ كانُوا يَظْلِمُونَ (١٧٧) مَنْ يَهْدِ اللهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولئِكَ هُمُ الْخاسِرُونَ (١٧٨))
شرح الكلمات :
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ) : إقرأ عليهم.
(فَانْسَلَخَ مِنْها) : كفر بها وتركها وراء ظهره مبتعدا عنها.
(فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ) : لحقه وأدركه.
(مِنَ الْغاوِينَ) : من الضالين غير المهتدين الهالكين غير الناجين.
(أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ) : مال إلى الدنيا وركن إليها وأصبح لا هم له إلا الدنيا.
(يَلْهَثْ) : اللهث : التنفس الشديد مع إخراج اللسان من التعب والإعياء.
(ساءَ) : قبح.
(مَثَلاً) : أي صفة.
معنى الآيات :
يقول تعالى لرسوله محمد صلىاللهعليهوسلم (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ) أي اقرأ على قومك وعلى كل من يبلغه هذا الكتاب من سائر الناس (نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها) أي خبر الرجل (١) الذي اعطيناه آيتنا تحمل الأدلة والحجج والشرائع والأحكام والآداب فتركها وابتعد عنها فلم يتلها ولم يفكر فيها ولم يعمل بها لا استدلالا ولا تطبيقا (فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ) أي لحقه وأدركه وتمكن منه إبليس ، لأنه بتخليه عن الآيات وجد الشيطان له طريقا إليه (فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ) أي الضالين الفاسدين الهالكين (وَلَوْ شِئْنا لَرَفَعْناهُ بِها) (٢) أي بالآيات إلى قمم
__________________
(١) ذكر أهل التفسير ثلاثة رجال قيل إنها نزلت في واحد منهم وهم : بلعم بن باعوراء الكنعاني وكان على زمن موسى ، وقيل إنها نزلت في أميّة بن أبي الصلت الثقفي ، وقيل في أبي عامر بن صيفي ، وأقرب الأقوال أنها نزلت في أميّة بن أبي الصلت إذ هو الذي قال فيه الرسول صلىاللهعليهوسلم : (آمن شعره وكفر قلبه) إذ شعره كان يفيض بالإيمانيات من عقيدة البعث والجزاء ، والتوحيد ، والعدل والرحمة ومن شعره قوله :
كل دين يوم القيامة عند الله |
|
إلا دين الحنيفية زور |
(٢) أي أنّ تلك الآيات التي أعطاه الله إياها من شأنها أن تكون سببا للهداية ، وهذا شأن آيات الله فإنها ترفع كل من يؤمن بها ويعمل بما فيها ترفعه في الدنيا والآخرة فهي آلة الرفع الحقيقية لا المذاهب والنظريات المادية.