٣ ـ التحذير (١) من الكافرين كتابيين أو مشركين لأنهم أعداء حسدة للمؤمنين فلا يحل الركون إليهم والإطمئنان إلى أقوالهم وأفعالهم ، إذ الريبة لا تفارقهم.
(ما نَنْسَخْ (٢) مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها أَوْ مِثْلِها أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٠٦) أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللهَ لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما لَكُمْ مِنْ (٣) دُونِ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ (١٠٧) أَمْ تُرِيدُونَ (٤) أَنْ تَسْئَلُوا رَسُولَكُمْ كَما سُئِلَ مُوسى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْإِيمانِ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١٠٨))
شرح الكلمات :
(نَنْسَخْ) : نبدّل أو نزيل.
(مِنْ آيَةٍ) : من آيات القرآن : جملة كلمات تحمل معنى صحيحا كالتحريم أو التحليل ، أو الإباحة.
(نُنْسِها) : نمحها من قلب النبي صلىاللهعليهوسلم.
(أَلَمْ تَعْلَمْ) : الاستفهام للتقرير.
(وَلِيٍ) : حافظ يحفظكم بتولي أموركم.
__________________
(١) في هذه الآية ارشاد المسلمين إلى عدم مشابهة الكافرين في القول والعمل وحتى في الزي واللباس ويشهد لهذا رواية أحمد عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «بعثت بين يدي الساعة بالسيف حتى يعبد الله وحده لا شريك له وجعل رزقي تحت ظل رمحي ، وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري ومن تشبّه بقوم فهو منهم».
(٢) معرفة الناسخ والمنسوخ ضرورية للعالم. روي أن عليا رضي الله عنه أرسل إلى رجل كان يخوف الناس في المسجد فجاءه فقال له : أتعرف الناسخ من المنسوخ؟ فقال : لا ، قال : فاخرج من مسجدنا ولا تذكر فيه. وعن ابن عباس مثله وقال له : هلكت وأهلكت.
(٣) من لابتداء الغاية والثانية وهي (مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) صلة.
(٤) أم هنا : هي المنقطعة بمعنى : بل الإضرابية.