وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (٨٥) أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا (١) الْحَياةَ الدُّنْيا بِالْآخِرَةِ فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ (٨٦))
شرح الكلمات :
الميثاق : العهد (٢) المؤكد باليمين.
(حُسْناً) : حسن القول : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمخاطبة باللين ، والكلم الطيب الخالي من البذاءة والفحش.
(تَوَلَّيْتُمْ) : رجعتم عما التزمتم به مصممين على أن لا تتوبوا.
سفك الدماء (٣) : إراقتها وصبها بالقتل والجراحات.
(تَظاهَرُونَ) : قرىء تظّاهرون ، وتظاهرون بتاء واحدة ومعناه تتعاونون.
(بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ) : الإثم : الضار الموجب للعقوبة ، والعدوان الظلم.
(أُسارى) : جمع أسير : من أخذ في الحرب.
الخزي : الذل والمهانة.
معنى الآيات :
ما زال السياق الكريم في تذكير اليهود (٤) بما كان لأسلافهم من خير وغيره والمراد هدايتهم لو كانوا يهتدون ، فقد ذكرهم في الآية (٨٣) بما أخذ الله تعالى عليهم في التوراة من عهود ومواثيق على أن يعبدوا الله وحده ولا يشركوا في عبادته سواه. وأن يحسنوا للوالدين ولذى
__________________
(١) أي : باعوا آخرتهم بدنياهم فخسروا خسرانا عظيما لحقارة الدنيا ، وعظم الآخرة ، والاشتراء في الآية بمعنى الاستبدال ، استبدلوا الآخرة فلم يعملوا لها بالدنيا حيث قصروا أعمالهم على تحصيلها.
(٢) هذا الميثاق تضمنه الوصايا العشر المنزلة على موسى عليهالسلام أو على الأقل بعضه والبعض الآخر تضمنه ما أخذ عليهم عند رفع الطور عليهم لما رفضوا الالتزام بما في التوراة.
(٣) قوله تعالى في الآية (تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ) وقوله (تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ) ليس معناه أن أحدهم يقتل نفسه ويسفك أي يسيل دمه ، وإنما لا يسفك بعضكم دم بعض ، ولا يقتل بعضكم بعضا لأنكم أمة واحدة.
(٤) هم يهود المدينة ، وهم ثلاث طوائف بنو قينقاع وبنو النضير ، وقريظة.