(وَالَّذِينَ (١) آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (٨٢) وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَ بَنِي إِسْرائِيلَ لا تَعْبُدُونَ (٢) إِلاَّ اللهَ وَبِالْوالِدَيْنِ (٣) إِحْساناً وَذِي (٤) الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً (٥) مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (٨٣) وَإِذْ أَخَذْنا مِيثاقَكُمْ لا تَسْفِكُونَ دِماءَكُمْ وَلا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ (٨٤) ثُمَّ أَنْتُمْ (٦) هؤُلاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِنْكُمْ مِنْ دِيارِهِمْ تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسارى تُفادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْراجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أَشَدِّ الْعَذابِ
__________________
(١) قوله تعالى : (وَالَّذِينَ آمَنُوا ..) الخ بعد ذكر النار وأهلها من باب ذكر الترغيب بعد الترهيب كما هي سنة القرآن الكريم.
(٢) قوله : (لا تَعْبُدُونَ ..) الخ تفسير لمضمون الميثاق والجملة خبرية لفظا ، انشائية معنى ، إذ هي في معنى اعبدوا الله وحده ، وأحسنوا بالوالدين. وقولوا للناس حسنا الخ.
(٣) الوالدان : الأم والأب يقال للأم والد ووالدة فلذا ثنى على الوالدين ، أو هو من باب التغليب كالعمرين في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما.
(٤) ذي : بمعنى صاحب.
(٥) فيه انصاف واحتراز حيث استثنى من لم يتولّ عّما التزم به من بنود العهد وإن كان قليلا.
(٦) اعرب (أنتم) خبر مقدّم وهؤلاء مبتدأ مؤخر وتقتلون حال. واعرب أيضا (أنتم) مبتدأ وهؤلاء منادى والخبر تقتلون : أي : ثم أنتم يا هؤلاء تقتلون. وفيه معنى التعجب من حالهم والانكار عليهم.