(ومن
السمعيات : الكوثر ؛ وهو حوض لرسول الله صلىاللهعليهوسلم يكون له في يوم القيامة ، يرده الأخيار ويذاد عنه) أي : يرد عنه (الأشرار ، وردت به
الأخبار الصحاح) التي يبلغ مجموعها التواتر المعنوي ، (فوجب قبوله) أي : قبول الوارد فيه (والإيمان به).
فمن الأخبار
الصحاح حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «حوضي مسيرة شهر ، ماؤه أبيض من اللبن ، وريحه أطيب من
المسك ، وكيزانه كنجوم السماء ، من شرب منه لا يظمأ أبدا» رواه البخاري ومسلم . وفي رواية لهما : «حوضي مسيرة شهر ، وزواياه سواء ، وماؤه
أبيض من الورق» أي : الفضة.
وحديث أنس عندهما
أيضا : «ما بين ناحيتي حوضي كما بين صنعاء والمدينة» وفي رواية لهما : «مثل ما بين المدينة وعمان» ، وفي رواية
لمسلم من حديث أبي ذر : «عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى أيلة» ، وفي رواية لهما من
حديث ابن عمر : «ما بين جنبيه كما بين جرباء وأذرح» ، قال بعض الرواة : هما قريتان
بالشام ، بينهما مسيرة ثلاث ليال. و «عمّان» بفتح العين المهملة وتشديد الميم بلدة
بالأردن ، و «جرباء» بجيم مفتوحة فراء مهملة فموحدة بعدها مدة ، و «أذرح» بهمزة
مفتوحة فذال معجمة ساكنة فراء مهملة مضمومة فحاء مهملة ، والأحاديث فيه في
الصحيحين وغيرهما كثيرة جدا ، من رواية جماعة من الصحابة.
وهاهنا تنبيهان :
أحدهما
: أن الأحاديث قد
اختلفت في تقدير الحوض كما مر ، ويجمع بينها بأنه ليس القصد تقدير تحديد ، إنما
القصد الإعلام بسعة الحوض جدا ، وأنه ليس كحياض الدنيا ، وقد تكرر منه صلىاللهعليهوسلم وصفه بذلك ، فخاطب في وصفه لكل فريق بما يعرفه من مسافة
بعيدة ، ومنهم من قدّر له المسافة بالزمان لا بالمكان فقال : مسيرة
__________________