يحيى بن بكير إلى جنبه ، وسمع منّي سبعة أحاديث (١).
وقال أبو الوليد بن الفرضيّ (٢) : ملأ بقيّ بن مخلد الأندلس حديثا ، فأنكر عليه أصحابه الأندلسيّون ، ابن خالد ، ومحمد بن الحارث وأبو زيد ما أدخله في كتب الاختلاف وغرائب الحديث ، فأغروا به السّلطان ، وأخافوه به.
ثمّ إنّ الله أظهره عليهم وعصمه ، فنشر حديثه وقرأ للنّاس روايته (٣). ثمّ تلاه ابن وضّاح ، فصارت الأندلس دار حديث (٤).
وممّا انفرد به ، ولم يدخله سواه «مصنّف أبي بكر بن أبي شيبة» ، وكتاب «الفقه» للشّافعيّ بكماله ، و «تاريخ خليفة» ، وكتابه «الكبير في الطّبقات» ، وكتاب «سيرة عمر بن عبد العزيز» للدّورقيّ ، وليس لأحد مثل مسندة.
وكان ورعا فاضلا زاهدا ، قد ظهرت له إجابات الدّعوة في غير ما شيء.
قال : وكان المشاهير من أصحاب ابن وضّاح لا يسمعون منه ، للّذي بينهما من الوحشة.
ولد في رمضان سنة إحدى ومائتين ، ومات لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة ستّ وسبعين. ورّخه عبد الله بن يونس. قال محيي الدّين بن العربيّ : الكرامات منها وطفة بلا كون قبل أن يكون ، والإخبار بالمعنيات. وهي على ثلاثة ضرب : إلقاء ، وكتابة ، ولقاء. وكان بقيّ بن مخلد ، رحمهالله ، قد جمعها. وكان صاحبا للخضر. شهر هذا عنه.
ذكره في مواقع النّجوم ، ثمّ شطح المحبّين وقال علينا جماعة كذلك.
وشاهدناها من ذاتنا غير مرّة. ومن هذا المقام ينتقلون إلى مقام يقولون فيه للشيء كن فيكون بإذن الله.
وقال الحافظ ابن عساكر (٥) : لم يقع إليّ حديث مسند من حديثه.
__________________
(١) السير ١٣ / ٢٨٧.
(٢) في تاريخ علماء الأندلس ١ / ٩٢ ، ٩٣.
(٣) زاد ابن الفرضيّ : «فمن يومئذ انتشر الحديث بالأندلس».
(٤) زاد : «وإسناد. وإنما كان الغالب عليها قبل ذلك حفظ رأي مالك وأصحابه».
(٥) في تاريخ دمشق ١٠ / ٢٧٣ ، التهذيب ٣ / ٢٨٠ ، ٢٨١.