فظفر يعقوب بأميرهم عليّ بن الحسين بن قريش وقد أثخن بالجراح ، وقتل من جند فارس خمسة آلاف (١).
ودخل يعقوب شيراز ، فأمّن أهلها وأحسن إليهم. وأخذ من ابن قريش أربعمائة بدرة ، فأنفق في جيشه لكل واحد ثلاثمائة درهم (٢).
ثمّ بسط العذاب على ابن قريش حتّى أنّه عصره على أنثييه وصدغيه ، وقيّده بأربعين رطلا ، فاختلط عقله من شدّة العذاب (٣).
ورجع يعقوب إلى سجستان ، وخلع المعتزّ ، وبويع المعتمد على الله. ثمّ رجع يعقوب إلى فارس ، فجبى خراجها ثلاثين ألف ألف درهم. واستعمل عليها محمد بن واصل (٤).
وكان يحمل الى الخليفة في العام نحو خمسة آلاف ألف درهم (٥).
وعجز الخليفة عنه ، ورضي بمداراته ومهادنته. ودخل يعقوب إلى بلخ في سنة ثمان وخمسين. ودخل إلى نيسابور بعد شهرين ، وابن طاهر في أسره ومعه ستّون نفسا من أهل بيته ، فقصد يعقوب جرجان وطبرستان ، فالتقاه المتغلّب عليها حسن بن زيد العلويّ في جيش كبير ، فحمل عليهم يعقوب في خمسمائة من غلمانه ، فهزمهم. وغنم يعقوب ثلاثمائة وقر مالا كانت خزانة الحسن بن زيد ، وأسر جماعة من العلويّين وأساء إليهم.
وكانت هذه الوقعة في رجب في سنة ستّين (٦).
ثم دخل آمل طبرستان وقصد الرّيّ ، وأمر نائبها بالخروج عنها ، وأظهر أنّ المعتمد على الله ولّاه الرّيّ. فغضب المعتمد عند ما بلغه ذلك ، وعاقب غلمان يعقوب الّذين ببغداد. فسار يعقوب في سنة إحدى وستّين نحو جرجان ، فقصده الحسن بن زيد العلويّ في الدّيلم من ناحية البحر ، فنال من يعقوب وهزمه إلى جرجان. فجاءت بجرجان زلزلة قتلت من جند يعقوب ألفي نفس. وأقام يعقوب
__________________
(١) وفيات الأعيان ٦ / ٤٠٩.
(٢) وفيات الأعيان ٦ / ٤١٠.
(٣) وفيات الأعيان ٦ / ٤١٠.
(٤) وفيات الأعيان ٦ / ٤١١.
(٥) وفيات الأعيان ٦ / ٤١١.
(٦) وفيات الأعيان ٦ / ٤١١.