السّلام ـ وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ في سفك دمائهم ووزر قتالهم ؛ لأن علة قتالهم لزيد إنكار فضله وفضل أهل بيته ـ صلوات الله عليهم ـ وما أوجب الله على الكافة من توقيرهم، والرجوع إليهم ، وأخذ العلم عنهم ، والجهاد بين أيديهم.
وقوله ـ عليهالسلام ـ : لا أعلم لإنكار هذه الفرقة (١) المنتسبة إلى أهل البيت الشريف عند الله في الدنيا والآخرة وجها يصرف إليه إنكارهم لفضلهم ـ سيما مع إيهامهم للناس أنهم خواصهم وأتباعهم دون غيرهم ، حتى إذا نسب إليهم خلافهم لهم ضحوا من ذلك وأنكروه ـ إلا عجبهم بنفوسهم واستكثارهم لأعمالهم ، وقولهم من أطول منا عبادة ، وأكثر منا علما ، أو لم يعلموا أن العترة المطهرة (٢) التي ملكها الله تعالى أزمتهم ، وافترض عليهم الرجوع إليها في جميع الأوقات إلى آخر التعبد ، أزكى منهم
__________________
ـ عليه وآله وسلّم ـ عند هشام بن عبد الملك من قبل اليهودي الغدار.
فسل سيفه لجهاد أعداء الله بني أمية وخرج هو ومن معه مقاتلا لهم ، فجاهد جهاد الأبطال ، وأبلى بلاء الأحرار حتى أتاه سهم غادر في جبينه الشريف في معركة من جيش هشام بن عبد الملك ، فسقط ـ عليهالسلام ـ شهيدا ، وأوصى ابنه أن يقاتل هؤلاء الأشرار.
ولم يكتف هشام بقتله فحسب ؛ بل نبشه من قبره وصلبه بكناسة الكوفة. وحصل له من الكرامات وقت صلبه ، مثل : نسج العنكبوت على عورته ، واسترخاء سرته حتى غطت عورته ، وريح المسك النافح من موضع صلبه. ثم أنزل وداست الخيول جسده الشريف ، وأحرق وذرّ به في الفرات.
وكان استشهاده ـ عليهالسلام ـ ليلة الجمعة لخمس بقين من محرم سنة اثنتين وعشرين ومائة ، وله من العمر ست وأربعون سنة.
ومن مؤلفاته ـ عليهالسلام ـ : كتاب تفسير القرآن ، وكتاب غرائب معاني القرآن ، كتاب الإيمان ، كتاب الرد على المرجئة ، كتاب الخطب والتوحيد ، كتاب الاحتجاج في القلة والكثرة ، كتاب فضائل أمير المؤمنين ، كتاب الرسالة في إثبات الوصاية ، كتاب الصفوة ، كتاب تفسير الفاتحة ، كتاب المناظرات ، كتاب المواعظ والحكم ، والمجموعان : الحديثي والفقهي.
(١) ـ يريد ـ عليهالسلام ـ بالفرقة : المطرفية الطبيعية الغوية.
(٢) ـ في (ب) : الطاهرة.