وقال القاسم بن علي ـ عليهالسلام ـ في كتاب الأدلة من القرآن على توحيد الله وصفته: ولا بد من معارض لنا في علم القرآن ، ممن اكتفى بأفانين الكلام ، وجعل من ذلك دليلا على الرحمن يقول : إن القرآن لا يغني علمه عن النظر فإذا قال ذلك قائل ، قلنا [له] (١) : فالنظر دلتك (٢) عليه نفسك أم دلك عليه خالقك في منزل كتابه؟
فإن قال : إن نفسه دلّته على ذلك من قبل دلالة خالقه ، أحال ووجد الله سبحانه يأمره بذلك أمرا في كتابه ويندبه إليه ندبا.
وإن قال : إن ذلك من الله علم أن الله سبحانه [هو] (٣) الذي أمره بذلك ، وندبه إليه ، ووجد في جميع ما أمره (٤) به دليلا يغني عن كل دليل ، ويهدي إلى كل سبيل .. إلى آخر ما ذكره ـ عليهالسلام ـ من كون القرآن معجزة وصنعا لله سبحانه يدل عليه كسائر مصنوعاته تعالى.
وقال في كتاب التوحيد (٥) : إن قال قائل : إذا زعمتم أنه شيء لا كالأشياء فما أنكرتم أن يكون جسما لا كالأجسام ، وإذا قلتم : إنه شيء لا يشبهه شيء موجود ولا موهوم ؛ فما أنكرتم أن يكون جسما لا يشبهه جسم موجود ولا موهوم؟
قلنا : الفرق بينهما أن قول القائل : شيء إثبات ، وليس يذهب الذاهب فيه إلى جسم دون عرض ، ولا إلى عرض دون جسم ، ولا إلى إنسان دون ملك ، ولا إلى ملك دون
__________________
(١) ـ زيادة من نخ (ج).
(٢) ـ في (ب) : دلك ، وفي (أ) : دليلك.
(٣) ـ زيادة من نخ (ج).
(٤) ـ نخ (ب) : أمر.
(٥) ـ قال في نخ (أ) : في حاشية الأصل قال : الله أعلم هل كتاب التوحيد له أو لغيره. تمت الحاشية. قلنا : كتاب التوحيد له ـ عليهالسلام ـ كما ذكر ذلك في كتابه التنبيه والدلائل وذكر أنه في الأصول الخمسة ومعانيها.