الاسم غير المسمى ؛ لأن المسمى يعرف بالصنع والدليل ، والاسم يعرف من طرق (١) السمع.
وقال في كتاب الكفر والإيمان : ثم انصدعت من هذه الملة طائفة تحلت باسم الاعتزال .. إلى قوله بعد ذكره لكثير من تعمقهم : حتى خاضوا في صفات ذاته ، وضربوا له الأمثال ، وقد نهى الله (٢) عن ذلك بقوله تعالى : (فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ) [النحل : ٧٤] ، (وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (٣٣) [الأعراف] ، وبالغوا في [خلاف] (٣) ذلك ، ولم يرضوا (٤) حتى تعدوا إلى الكلام في كل ما لا يعلمون ولا يدركون ، خلافا لله تعالى ولرسوله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، وابتداعا وتخرصا ومينا ، ورميا بعقولهم وحواسهم من وراء غاياتها.
.. إلى قوله : وتكلموا من دقيق الكلام بما لم يكلّفوا ، وبما لعل حواسهم خلقت مقصّرة عن إدراك حقيقتها ، وعاجزة عن قصد السبيل فيها.
ومن شعره ـ عليهالسلام ـ في معنى ذلك قوله :
قد تعدى الناس حتى أحدثوا بدعا |
|
في الدين بالرأي لم تبعث بها الرسل |
حتى استخف بحق الله أكثرهم |
|
وفي الذي جعلوا (٥) من حقه شغل |
وقوله :
كل يرى الحق ما فيه قد اختلفوا |
|
وهم بمفروض علم الحق جهالُ |
__________________
(١) ـ نخ (ج) : طريق.
(٢) ـ نخ (ب) : تعالى.
(٣) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).
(٤) ـ نخ (ج) : ولم يرتضوا.
(٥) ـ في (ب ، ج) : حملوا ، و (د) : جهلوا.
(٦) ـ في (د) : أولي.