تحديده الوحدانية ، وثبت للممتنع عليها من ذلك الربوبية ؛ لأنه مخالف لها في كل معانيها ، بائن عنها في كل أسبابها ، ولو شاكلها في سبب من الأسباب ، لوقع عليه ما يقع عليها من درك الألباب ، فلما تباينت ذاته وذاتها ، وكانت هي فعله وكان هو فاعلها ، بانت بأحق الحقائق صفاته وصفاتها ، فكان درك الأوهام والعقول لها بالتبعيض والتحديد ، وكان درك معرفته سبحانه بأفعاله ، وبما أظهره (١) من آياته ، ودل على نفسه من دلالاته.
[أقوال الإمام الناصر الأطروش (ع)]
وقال الناصر للحق ـ عليهالسلام ـ الحسن بن علي بن الحسن بن علي بن عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ـ عليهمالسلام ـ في كتاب البساط : وتمام توحيده نفي الصفات والتشبيه (٢) لخلقه عنه لشهادة كل عقل (٣) سليم من الرين بما كسب ، والإفك فيما يقول ويرتكب ، واتباع الأهوى (٤) والرؤساء ، أن كلّ صفة وموصوف مصنوع ، وشهادة كل مصنوع بأن له صانعا مؤلفا ، وشهادة كل مؤلّف بأن مؤلفه لا يشبهه ، وشهادة كل صفة وموصوف مؤلف بالاقتران والحدث (٥) ، وشهادة الحدث بالامتناع من الأزل ، فلم يعرف الله سبحانه من وصف ذاته بغير ما وصف به نفسه.
وحكى عنه مصنف المسفر [أنه] (٦) قال : المفروض (٧) معرفة الاسم والمسمى ، وأن
__________________
(١) ـ في (ب ، ج) : ظهر من آياته ودل به على ...
(٢) ـ في (ب) : والتشبيه عنه لخلقه.
(٣) ـ نخ (ج) : عاقل.
(٤) ـ نخ (ب) : الهوى.
(٥) ـ نخ (ج) : والحدوث.
(٦) ـ زيادة من نخ (أ ، ب).
(٧) ـ في (ب) : من معرفة الاسم.