توحيده ، وكمال توحيده الإخلاص له ، وكمال الإخلاص له ، نفي الصفات عنه ، بشهادة كل صفة أنها غير الموصوف ، وشهادة (١) كل موصوف أنه غير الصفة ؛ فمن وصف الله سبحانه فقد قرنه ، ومن قرنه فقد ثناه ، ومن ثناه فقد جزأه ، ومن جزأه فقد جهله).
وقوله : (لم يلتبس به حال ، ولا نازعه بال ، ولا الذات ذيّتته ، ولا الملكة (٢) ملكته ، ولا الصفة أوجدته ، بل هو موجد كل موجود ، وخالق كل صفة وموصوف).
وقوله : (باينهم بصفته ربا كما باينوه بحدوثهم خلقا ؛ فمن وصفه فقد شبهه ، ومن لم يصفه فقد نفاه ، وصفته أنه سميع ولا صفة لسمعه).
وقوله : (من وصفه فقد حدّه ، ومن حدّه فقد عدّه ، ومن عده فقد أبطل أزله).
وقوله : (ليس لذاته تكييف ، ولا لصفاته تجنيس ، احتجب عن العقل (٣) كما احتجب عن الأبصار).
وقوله : (واحد لا بعدد ، دائم لا بأمد ، قائم لا بعمد ، ليس بجنس فتعادله الأجناس).
وقوله : (صفته أنه لا مثل له من خلقه ، وحليته أنه لا شبيه له من بريته ، ومعرفته ألا (٤) إحاطة به ، والعلم به ألا (٥) معدل عنه).
وقوله : (دل على كونه بعظيم ما خلق ، وأبان قدرته بعجائب ما صنع ، وبان عن الصفات بخلقه كل موصوف ، وبانت عنه الصفات لأنه (٦) بغير الصفة معروف).
وقوله في الإدراك والإرادة : (عينه المشاهدة لخلقه ، ومشاهدته لخلقه ألا امتناع منه ، سمعه الإتقان لبريته ، ومشيئته الإنفاذ لحكمه ، وإرادته الإمضاء لأموره).
__________________
(١) ـ في (ب) : بشهادة.
(٢) ـ نخ (ب) : الملكيته.
(٣) ـ في (ب ، ج) : عن العقول.
(٤) ـ نخ (ج) : أنه لا إحاطة به.
(٥) ـ نخ (ج) : أنه لا معدل عنه.
(٦) ـ نخ (ج) : بأنه.