البلوغ فضيلة له دون (١) غيره ، وأن من حاربه وظلمه كافر تجب البراءة منه.
وقال : لا إيمان إلا بالبراءة من أعداء الله وأعداء رسوله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وهم الذين ظلموا آل محمد ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وأخذوا ميراثهم ، وغصبوا خمسهم ، وهموا بإحراق منازلهم.
وحكى ـ عليهالسلام ـ أن أبا بكر وعمر اختلفا في المشورة على النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فيمن يرأس على بني تميم فأشار أبو بكر بالأقرع بن حابس ، وأشار عمر بغيره ؛ حتى علت أصواتهما فوق صوت النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فأنزل الله فيهما : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) (٢) [الحجرات].
قال ـ عليهالسلام ـ : فإذا كانت طاعتهم تحبط برفع الصوت ، فما ظنك بمن قلّت طاعته ، وعظم خلافه للنبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ.
وقال : ولله أدلة على الحوادث على المكلف إصابتها التي الأمة فيها (على) (٢) سواء ؛ فأما سوى هذه الأصول والأحكام في الحوادث النازلة التي يسوغ فيها الاجتهاد إذ لا (٣) نص فيها من كتاب ولا سنة ، ولا إجماع من الأمة والأئمة ؛ فالاجتهاد فيها إلى علماء آل الرسول ـ عليهمالسلام ـ دون غيرهم لقوله تعالى : (فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ) [النساء : ٥٩] ، ولقوله [تعالى] (أيضا) (٤) : (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ ...) الآية [النساء : ٨٣].
قال : فإذا نظر الطالب للحق في اختلاف علماء آل الرسول ـ صلوات الله عليهم ـ ،
__________________
(١) ـ نخ (ج) : على غيره.
(٢) ـ زيادة من نخ (ب ، ج).
(٣) ـ نخ (ج) : ولا نص.
(٤) ـ زيادة من نخ (ب).