التعلم منهم ، وذكرنا ما ذكرنا من أمر الله برد الأمور إليهم ، هم الذين احتذوا بالكتاب من آل رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، واقتدوا بسنة رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ الذين اقتبسوا علمهم من علم آبائهم وأجدادهم جدا عن جد ، وأبا فأبا (١) ؛ حتى انتهوا إلى مدينة العلم ، وحصن الحلم (٢) ، الصادق المصدق ، الأمين الموفق ، الطاهر [المطهر (٣)] ، المطاع عند الله سبحانه [المقدم] (٤) محمد ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فمن كان (٥) من آل رسول الله على ما ذكرنا ناقلا عن آبائه ، مقتبسا عن أجداده ، لم يزغ عنهم ، ولم يقصد غيرهم ، ولم يتعلم من سواهم ؛ فعلمه ثابت صحيح.
وقال في رفضة الأئمة : لا يجهل فضلهم إلا جهول معاند ، ولا ينكر حقهم إلا معطل جاحد ، ولا ينازعهم معرفة ما أتوا به عن الله سبحانه إلا ظلوم ، ولا يكابرهم فيما ادعوه عن الله إلا غشوم.
وقال في الأحكام ، أيضا وأوثق وثائق الإسلام : إن آل محمد لا يختلفون إلا من جهة التفريط ؛ فمن فرط في علم آبائه ، ولم يتبع علم أهل بيته ، أبا فأبا حتى ينتهي إلى علي بن أبي طالب ـ رحمة الله عليه ـ والنبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ شارك العامة في أقاويلها ، وتابعها في سيئ تأويلها ، ولزمه الاختلاف لا سيما إذا لم يكن ذا نظر وتمييز ، ورد لما ورد عليه إلى الكتاب ، ورد كل متشابه إلى المحكم.
وقال الناصر للحق الحسن بن علي ـ عليهالسلام ـ فيما حكاه عنه مصنف المسفر في ذكر علي ـ عليهالسلام ـ : كان وصي رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وخليفته ، وخير هذه الأمة بعده ، وأحق الناس بمجلسه ؛ لأنه خص بالدعاء إلى الإيمان قبل
__________________
(١) ـ في (ب) : عن أب.
(٢) ـ في (ب) : العلم.
(٣) ـ زيادة من (أ ، ج).
(٤) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).
(٥) ـ في (د) : كان علمه.