وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) (٣٦) [الأحزاب] ، وصدق الله سبحانه ؛ لقد ضل من اختار سوى خيرته ، وقضى بخلاف قضائه ، وحكم بضد حكمه.
وقال في جوابه لأهل صنعاء : لست بزنديق ولا دهري ، ولا ممن يقول بالطبع ولا ثنوي ، ولا مجبر قدري ، ولا حشوي ولا خارجي ، وإلى الله أبرأ من كل رافضي غوي ، ومن كل حروري ناصبي ، ومن كل معتزلي غال ، ومن جميع الفرق الشاذة ، ونعوذ بالله من كل مقالة غالية ، ولا بدّ من فرقة ناجية عالية ، وهذه الفرق كلها عندي حجتهم (١) داحضة ، والحمد لله.
وقال في كتاب القياس : وقع هذا الاختلاف ، وكان ما سألت عنه من قلة الايتلاف ، لفساد هذه الأمة وافتراقها ، وقلة نظرها لأنفسها (٢) في أمورها ، وتركها لمن أمرها الله باتباعه ، والاقتباس من علمه ، ورفضها لأئمتها وقادتها ؛ الذين أمرت بالتعلم منهم ، والسؤال لهم.
ثم قال : فإن قال (٣) : كيف لا تقع الفرقة ، ولا يقع بين أولئك ـ عليهمالسلام ـ خلفة؟
قيل : لأنهم (٤) أخذوا علمهم من الكتاب والسنة ، ولم يحتاجوا إلى إحداث رأي ولا بدعة.
ثم قال : [ثم] (٥) اعلم من بعد كل علم وقبله ، وعند استعمالك لعقلك في فهمه ، أن الذين أمرنا باتباعهم ؛ من آل رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، وحضضنا على
__________________
(١) ـ نخ (ب) : حجتها.
(٢) ـ نخ (ب) : لنفسها.
(٣) ـ نخ (ج) : فإن قيل.
(٤) ـ نخ (ب) : إنهم.
(٥) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).