وقال : وقد أخبرنا الله عزوجل أنه قد كفى عباده ما يحتاجون إليه بقوله : (ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ) [الأنعام : ٣٨] ، وفيه تبيان كل شيء ، فالمدركون له علماء آل محمد (١) ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ.
وقال الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ـ عليهالسلام ـ في كتاب الأحكام : ولاية أمير المؤمنين [علي بن أبي طالب ـ صلوات الله عليه ـ] (٢) واجبة على جميع المسلمين ، فرض من الله رب العالمين ، لا ينجو أحد من عذاب الرحمن ، ولا يتم له اسم الإيمان ، حتى يعتقد ذلك بأيقن الإيقان.
وقال : فمن أنكر أن يكون علي أولى [الناس] (٣) بمقام الرسول ، فقد رد كتاب (٤) الله ذي الجلال والطول ، وأبطل قول رب العالمين ، وخالف في ذلك ما نطق به الكتاب المبين ، وأخرج هارون من أمر موسى كله ، وأكذب رسول (٥) الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ في قوله ، وأبطل ما حكم به في أمير المؤمنين ، فلا بد أن يكون من كذب بهذين المعنيين ؛ في دين الله فاجرا ، وعند جميع المسلمين كافرا.
وقال : والاختيار في ذلك إلى الرحمن ، وليس من الاختيار في ذلك شيء إلى الإنسان ، كما قال [الله] (٦) سبحانه : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللهِ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (٦٨) [القصص] ، ويقول (٧) سبحانه : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ
__________________
(١) ـ نخ (ج) : الرسول عليهمالسلام.
(٢) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).
(٣) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).
(٤) ـ نخ (ج) : كلام الله.
(٥) ـ نخ (ج) : وأكذب رسوله في قوله.
(٦) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).
(٧) ـ نخ (ج) : وكما قال سبحانه.