النظر ، وفساد ما يخالفه منه ، فكيف يصح مع ذلك أن يؤدي النظر والاستدلال إلى إثبات أمور ليست بشيء ولا لا شيء كما يصح أن يؤدي إلى إثبات أمور هي شيء ولا لا شيء؟
مسألة : ما الفرق بين قول من قال : أعيان العالم قديمة ، وقول من قال : ذواته ثابتة فيما لم يزل؟ مع جواز أن يعبر بالأزل بدلا عن القدم ، وبذات الشيء بدلا عن عينه.
مسألة : كيف يجوز الاستغلاط بحصر القسمة في أن الله سبحانه لا يخلو : إما أن يكون مريدا لذاته أو لغيره [مع جواز أن يقال : أو لا لذاته ولا لغيره ؛] (١) لأجل كونه سبحانه مريدا لا بإرادة كإرادة المخلوق (٢) كما أنه قادر لا بقدرة ، فاعل لا بآلة.
ولذلك (٣) قال أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ : (يقول ولا يلفظ ، ويحفظ ولا يتحفظ ، ويريد ولا يضمر).
وقال : (مشيئته الإنفاذ لحكمه ، وإرادته الإمضاء لأموره).
مسألة : إذا كان الله سبحانه فاعلا مختارا لفعله ولا يجوز عليه السهو ولا الاضطرار ، وكان لا يصح في العقل إثبات كون الفاعل مختارا لفعله مع نفي كونه مريدا له ؛ فكيف يجوز مع ذلك وصف الباري (٤) سبحانه بأنه يخلق ما لا يريد ، مع ما في إضافة ذلك إليه من النقص الذي لا يجوز إضافته إليه؟
مسألة : إذا كان العرض إنما سمي عرضا لأجل كونه صفة لمحله ، وعارضا حالة وجوده في غيره ، ولذلك استحال في الشاهد وجود عرض لا في محل ، كما يستحيل وجود الجسم خاليا عن جميع الأعراض ؛ فكيف يجوز مع ذلك أن يتفكر في إثبات عرض موجود لا في
__________________
(١) ـ زيادة من نخ (أ ، ب).
(٢) ـ نخ (ج) : المخلوقين.
(٣) ـ نخ (ب) : وكذلك.
(٤) ـ نخ (ب) : الله.