سبحانه فيها مشارك ، وهي بإجماع المعتزلة (١) لا تسمى أمرا ، ولا مزية لكونها راجعة إلى النفي.
[ذكر قولهم بتعلق القدرة والعلم]
وأما الفصل التاسع : وهو في ذكر قولهم بتعلق القدرة والعلم
فالغرض بإعادة ذكره التعريف بموضع الغلاط منه (٢) ، وذكر بعض المحالات التي تفرع عنها القول بالتعلق ، والمحالات التي تفرعت عنه ؛ لما في إعادة ذلك وتكراره من تأكيد البيان.
أما موضع الغلاط من القول بالتعلق فهو في إيهامهم أن كون الباري سبحانه قادرا وعالما لو لم يتعلق فيما لم يزل بثبوت ذوات المقدورات والمعلومات لما صح وصفه بأنه قادر وعالم لذاته فيما لم يزل.
ومما يكشف عن سر (٣) غلاطهم في القول بالتعلق مع ما تقدم من بيان بطلانه هو : أنه لا فرق بين توهمهم أن ذوات المقدورات والمعلومات ثابتة فيما لم يزل لأجل كون الله سبحانه قادرا وعالما فيما لم يزل ، وبين توهم من توهم من الفلاسفة أن حكمة الباري التي هي جميع صنعه موجودة فيما لم يزل ؛ لأجل كونه سبحانه حكيما فيما لم يزل ، وكذلك فإنه لا فرق بين ذلك وبين أن يتوهم متوهم أن جميع المسموعات والمبصرات ثابتة فيما لم يزل ؛ لأجل كون الباري سبحانه سميعا بصيرا فيما لم يزل.
وبيان ذلك : أنه ما من دليل يصح أن يستدل به على ثبوت ذوات المقدورات والمعلومات فيما لم يزل ؛ لأجل كون الباري سبحانه قادرا وعالما فيما لم يزل ؛ إلا ويصح أن يدل ذلك الدليل على ثبوت المحكمات والمسموعات والمبصرات فيما لم يزل ؛ لأجل
__________________
(١) ـ نخ (ب) : العترة.
(٢) ـ نخ (ج) : فيه.
(٣) ـ في (ب) : سوء.