كون الباري سبحانه حكيما وسميعا وبصيرا فيما لم يزل ، وأنه ما من دليل يصح أن يستدل به على بطلان ثبوت المحكمات والمسموعات والمبصرات فيما لم يزل إلا ويصح أن يدل ذلك الدليل على بطلان ثبوت ذوات المقدورات والمعلومات فيما لم يزل.
ومن أبين ما يدل على بطلان جميع ذلك : استحالة وصف العالم بأنه محدث وثابت فيما لم يزل فكون ذلك محالا مما يعلم ضرورة.
وأما ذكر المحالات التي تفرع عنها القول بالتعلق ؛ فأولها : تفكرهم في ذات الباري سبحانه حتى أداهم ذلك إلى أن يثبتوا (١) له ذاتا يصح العلم بها على انفرادها كسائر ذوات العالم (٢) ، وإلى (٣) أن يشاركوا بينه وبين سائر الذوات في الذاتية ، وإلى (٤) أن يثبتوا (٥) [له (٦)] صفة أخص يفارق بها سائر الذوات ، وإلى أن يجعلوا تلك الصفة الأخص مقتضية لكونه قادرا وعالما وحيا وموجودا ، وإلى أن يجعلوا لكونه قادرا وعالما تعلقا فيما لم يزل بذوات المقدورات والمعلومات ؛ فانظر كيف أداهم تفكرهم فيما لا كيفية له ولا مثل ، ومخالفتهم في ذلك لما أمرهم به رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ ، والاستغناء بعقولهم عمن أمرهم الله سبحانه بسؤاله والرد إليه إلى ابتداع ما لا يعقل.
وأما المحالات التي تفرعت من (٧) القول بالتعلق ؛ فمنها (٨) : قصرهم لعلم الله سبحانه
__________________
(١) ـ نخ (ج) : أثبتوا.
(٢) ـ نخ (ج) : العالم بزعمهم.
(٣) ـ في (ب) : أو إلى.
(٤) ـ نخ (ب) : أو إلى.
(٥) ـ نخ (ج) : أثبتوا.
(٦) ـ زيادة من نخ (ب ، ج).
(٧) ـ نخ (أ ، ج) : عن.
(٨) ـ نخ (ب) : ومنها.