[ذكر أقوالهم في النظر]
أما الفصل الأول : وهو في أقوالهم في النظر
فمن أمثلة مغالطهم فيها : إطلاقهم للقول بأن كل مكلف متعبد بنظره واستدلاله ، وبأن النظر على الوجه الصحيح سبب موجب للعلم ، وموضع الغلاط من ذلك ؛ في لبسهم لما يجب من النظر بما لا يجوز منه ، وبما يصح التفكر فيه بما لا يجوز التفكر فيه ، وبمن يجب عليه الرد والسؤال بمن يجب سؤاله والرد إليه.
وزبدة غرضهم في ذلك التوصل به إلى مخالفة نصوص الكتاب والسنة ، وإجماع العترة ، بآرائهم في الإمامة وغيرها ، وإلى أن يتفكروا في ذات الباري سبحانه وصفاته ، ونحو ذلك مما لا يجوز التفكر فيه.
فطريق (١) النجاة من مغالطهم كلها على الجملة ، التمسك بمحكم الكتاب والسنة ، والرد لكل مختلف فيه إلى أولي الأمر من أهلهما ، وفي ترك المعارضة والمكابرة ، والتعاطي والتجاوز للحدود.
ومما يؤيد هذه الجملة من أقوال الأئمة مع ما تقدم :
قول أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ في وصيته (٢) لابنه الحسن ـ عليهالسلام ـ : (ودع القول فيما لا تعرف ، والخطاب فيما لم تكلف (٣) ، وأمسك عن طريق إذا خفت ضلاله ؛ فإن الكف عند حيرة الضلال ، خير من ركوب الأهوال).
.. إلى قوله : (واعلم ـ أي بني ـ أن أحب ما أنت آخذ به من وصيتي تقوى الله ، والاقتصار على ما افترض الله عليك ، والأخذ بما مضى عليه أولوك من آبائك ، والصالحون
__________________
(١) ـ في (ب ، ج) : وطريق.
(٢) ـ انظر نهج البلاغة خطبة رقم (٢٦٩) (٣ / ٥٢٦).
(٣) ـ نخ (ج) : فيما لا تكلف.