المعدومة الثابتة فيما لم يزل ، وأخرجها من حالة العدم إلى حالة الوجود الذي هو مؤثر فيه ، وليس هو له بمعلوم فيما لم يزل لكونه بزعمهم صفة ، والصفة [عندهم (١)] ليست بشيء يتعلق به علمه سبحانه فيما لم يزل ، وأن استمرار بقاء العالم قالوا [حاصل (٢)] لأمر أوجبه [و (٣)] أثر فيه ، وهو داعي حكمة الباري سبحانه.
والذي يدل على صحة مذهب العترة في ذلك ، وبطلان مذهب المعتزلة : هو أن قولهم : إن الله سبحانه مؤثر في الصفة التي هي عندهم لا شيء ولا لا شيء [هو (٤)] قول مجهول غير معقول ؛ لأن الصفة التي قالوا هي لا شيء ولا لا شيء غير معقولة ولا معلومة بإجماعهم ، وكل ما لا (٥) يعقل فالتأثير فيه لا يعقل ، ولأن قولهم بذلك مذهب حادث ، وكل حادث في الدين بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، ولأن الله سبحانه أمر أن (٦) يدعى بأسمائه الحسنى ، ونهى عن اتباع من يلحد فيها.
و [الذي] (٧) يدل عليه : أنه قد ثبت بإجماعهم كون الباري سبحانه صانعا للعالم فلا يخلو : إما أن يكون صنعه هو ذوات العالم أو صفاته أو هو الذات والصفات معا.
فإن قالوا [إن (٨)] صنعه هو الذات (٩) بطل قولهم [بثبوتها (١٠)] فيما لم يزل وإن قالوا :
__________________
(١) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).
(٢) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).
(٣) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).
(٤) ـ زيادة من نخ (ب).
(٥) ـ نخ (أ) : لم.
(٦) ـ في (ب) : بأن.
(٧) ـ زيادة من نخ (ج).
(٨) ـ زيادة من نخ (ب).
(٩) ـ نخ (ب) : الذوات.
(١٠) ـ زيادة من نخ (ب ، ج).