[قول أئمة العترة ومن قال مثل قولهم في العقل والنفس]
الأول : قول أئمة العترة ومن قال مثل قولهم ، وهو : أنهما من جملة الأعراض التي خلقها الله سبحانه ، وجعل محلهما القلب ، وأن مثل حلول العقل فيه ، كمثل حلول البصر في العين ، ولذلك قال الله سبحانه : (لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها) (١) [الأعراف : ١٧٩] ، وقال : (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (٤٦) [الحج].
وقال النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ : ((اللسان معرفة القلب)) وقال : ((المرء مخبوء تحت لسانه)) ، ومثل حلول النفس فيه كمثل حلول حرارة النار في النار ، ولذلك قيل : إنها تقوى بالوسواس كما تقوى النار بالحطب.
[ذكر وجه الحكمة في خلق العقل والنفس وفي مقارنتها له]
واعلم أن وجه الحكمة في خلق العقل : هو كونه نعمة من أتم النعم ، وحجة من أبلغ الحجج ، وكونه هاديا إلى طريق النجاة.
ووجه الحكمة في خلق النفس : هو ما فطرت عليه من محبة ما لا بدّ من إصلاحه من أمور الدنيا.
ووجه الحكمة في مقارنة النفس للعقل : هو ما أراد الله سبحانه في ذلك من الاختبار والامتحان.
[قول الفلاسفة في العقل والنفس وما تفرع منه من الأقوال]
[و (٢)] القول الثاني : قول الفلاسفة : إن العقل الأول من العقول العشرة التي زعموا أنها قبل الزمان والمكان هو (٣) أول منفعل انفعل من العلة الأزلية التي وصفوها بأنها علة العلل ، وأنها واحدة لا كثرة فيها ، وأنه لا يصدر عنها إلا معلول واحد ، وأن صور جميع
__________________
(١) ـ نخ (أ ، ب ، ج) : لهم قلوب لا يعقلون بها. والصحيح ما أثبت.
(٢) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).
(٣) ـ نخ (ب) : وهو أول .. إلخ.