المضطر إلى أن يجتهد.
[رواية المعتزلة عن النبي (ص) أنه قال : ((كل مجتهد مصيب)) والجواب على ذلك]
وأما روايتهم عن النبي ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ أنه قال : ((كل مجتهد مصيب)) فأصلوه ليتوصلوا به إلى تصويب مشايخهم ؛ فيما أداهم إليه الاجتهاد والرأي من البدع ؛ نحو اجتهاد أهل السقيفة في أن يجعلوا الإمامة في أبي بكر ، [واجتهاد أبي بكر في أن ينزع فدكا من أهلها وأن يجعل الإمامة في عمر] (١) ، واجتهاد عمر [في (٢)] أن ينقص من الأذان ما هو منه ، ويزيد فيه ما ليس منه ، وأن يثبت صلاة التراويح ، وأن يجعل الإمامة شورى في ستة ، واجتهاد عثمان في أن يؤوي طريد رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ ، ويؤثره وأشباهه بما جعله الله [ورسوله] (٣) لكافة المسلمين ، وما أشبه (٤) ذلك من اجتهاداتهم ، واجتهادات أتباعهم ، من أئمة الضلال وعلماء السوء.
ومما يمكن أن يجابوا به : أن يقال : إن ذلك الخبر لا يخلو إما أن يحمل على ظاهره ؛ فيلزم من ذلك أن يكون ناسخا لأكثر نصوص الكتاب والسنة ، وأن لا يخطأ أحد (٥) من جميع ما أداه (٦) اجتهاده إلى تحليل ما حرم الله سبحانه ، وذلك باطل بالإجماع.
وإما أن يكون متأولا ؛ فيبطل احتجاج المعتزلة به ، ويجب أن يتأول على ما يوافق الحق والمحقين.
__________________
(١) ـ زيادة من نخ (أ ، ب).
(٢) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).
(٣) ـ زيادة من نخ (أ ، ج).
(٤) ـ نخ (ب) : وأشباه ذلك.
(٥) ـ نخ (أ) : لأحد.
(٦) ـ نخ (ب) : أداه إليه اجتهاده.