[ذكر صفة الإمام الذي تجب طاعته]
وأما الفصل الثالث
وهو (١) في صفة الإمام الذي تجب طاعته :
فمذهب العترة ومن شايعهم أن من صفة من يستحق الإمامة من ولد الحسن والحسين ـ عليهما (٢) السلام ـ أن يكون بالغا في العلم إلى درجة السبق ، وهي الإحاطة بما يحتاج إلى معرفته من علم الكتاب والسنة ، والتمكن من استنباط غامضهما ، وأن يكون فيه مع ذلك من السخاء والقوة والزهد والورع وحسن التدبير ما يصلح لأجله أن يكون ممن يعتمد عليه ويركن إليه (٣) ، ويوثق به لسد الثغور ، وتدبير الأمور ، وجمع كلمة المسلمين ، ومنعهم بالدليل عن التفرق في الدين ، ونحو ذلك مما لا يصلح للقيام به إلا السابق بالخيرات من العترة ؛ خلافا للمعتزلة ومن شايعهم فإنه يجوز عندهم أن يكون في رعية الإمام من هو مثله في العلم أو أعلم منه قياسا على قلة علم أئمتهم ، واختلاف آرائهم ، ورجوعهم في المشكلات إلى غيرهم.
ومما يشهد بصدق حكاية مذهب العترة في ذلك من أقوال أئمتهم ـ عليهمالسلام ـ على وجه التنبيه بالقليل على الكثير قول أمير المؤمنين ـ عليهالسلام ـ فيما حكي عنه في كتاب نهج البلاغة في وصفه (٤) لأئمة العترة : (هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم ، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرهم عن باطنهم ، لا يخالفون الدين ، ولا يختلفون فيه).
وقول زيد بن علي ـ عليهالسلام ـ فيما روي عنه : (اعلم أنه لا ينبغي لأحد منا أن
__________________
(١) ـ نخ (ب) : فهو.
(٢) ـ نخ (ب) : عليه.
(٣) ـ في (ب) : عليه.
(٤) ـ في (ب ، ج) : صفته.