يدعو إلى هذا الأمر حتى تجتمع فيه هذه (١) الخلال ، حتى يعلم التنزيل والتأويل ، والمحكم والمتشابه ، والناسخ والمنسوخ ، وعلم الحلال والحرام ، والسنة الناسخة ما كان قبلها ، وما يحدث كيف يرده إلى ما قد كان بما فيه وله ، وحتى يعلم السيرة في أهل البغي ، والسيرة في أهل الشرك ، ويكون قويا على جهاد عدو المؤمنين يدافع عنهم ، ويبذل نفسه لهم ، [و (٢)] لا يسلمهم حذار دائرة ، ولا يخالف فيهم حكم الله ؛ فهذه صفة من تجب طاعته من آل رسول الله ـ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ).
وذكر القاسم بن إبراهيم ـ عليهالسلام ـ في كتاب تثبيت الإمامة ما خص الله به الأنبياء من المعجز (٣) ، والأوصياء من مكنون العلم ، وذكر بعد ذلك ما خص به الأئمة بعدهم ؛ فقال : (ثم أبان الأئمة من بعدهم ، ودل الأمة فيهم على رشدهم ، بدليلين مبينين ، وعلمين مضيئين ، لا يحتملان لبس تغليط ، ولا زيغ شبه تخليط ، لا يطيق خلقهما متقن (٤) ، ولا يحسن تخلقهما (٥) محسن ، ولي ذلك منهما ، ومظهر دلالة صنعه فيهما ، الله رب العالمين ، وخالق جميع المحدثين ، وهما ما لا يدفعه عن الله دافع ، ولا ينتحل صنعه مع الله صانع ، من القرابة بالرسول ـ صلىاللهعليهوآله ـ وما جعل من احتمال (٦) كمال الحكمة فيمن الإمامة فيه ، وحدّ الحكمة ، وحقيقة تأويلها درك حقائق الأحكام كلها).
وذكر الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين ـ عليهالسلام ـ في كتاب القياس ما خص الله به السابقين من العترة بعد ذكره لما أوجب الله من سؤال العترة على الجملة ؛ فقال : (ثم ذكر السابقين منهم بالخيرات ، المقيمين لدعائم البركات ، وهم الأئمة الطاهرون ،
__________________
(١) ـ نخ (أ) : هذا.
(٢) ـ زيادة من نخ (ب).
(٣) ـ في (ب ، ج) : المعجزات.
(٤) نخ (أ) : محسن.
(٥) ـ نخ (ب) : لخلقهما.
(٦) ـ في (أ) : إجمال.