وروى الحميدي ـ أيضا ـ في الجمع من مسند أبي هريرة من المتّفق عليه في الصحيحين (١) ، قال : أخرجه البخاري من حديث الزهري (٢) عن سعيد بن المسيّب (٣) ، أنّه كان يحدّث عن بعض أصحاب النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ قال : ـ «يرد عليّ الحوض رجال من أمّتي ، فيحلّئون عنه (٤) ، فأقول : يا ربّ أصحابي. فيقول : إنّك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ، إنّهم ارتدّوا على أدبارهم القهقرى».
قال : وأخرجه أيضا تعليقا من حديث ابن شهاب (٥) مثله (٦) وفي معناه أخبار كثيرة.
__________________
(١) ـ البخاري : كتاب الرقاق ، باب في الحوض : ٨ / ١٥٠. ورواه مسلم بألفاظ اخر : راجع كتاب الفضائل ، باب إثبات حوض نبيّنا صلىاللهعليهوآلهوسلم وصفته : ٤ / ١٧٩٣ ـ ١٨٠٠.
راجع أيضا ما ورد في عيون أخبار الرضا عليهالسلام : باب ٣٢ في ذكر ما جاء عن الرضا عليهالسلام من العلل ، ح ٣٣ ، ٢ / ٨٧.
(٢) ـ محمد بن مسلم بن عبيد الله بن عبد الله بن شهاب ، أبو بكر الزهري المدني ، الحافظ ، توفى سنة أربع ، أو ثلاث وعشرين ومائة. حلية الأولياء : ٣ / ٣٦٠ ـ ٣٨١. وفيات الأعيان :
٤ / ١٧٧ ـ ١٧٩. سير أعلام النبلاء : ٥ / ٣٢٦ ـ ٣٥٠. شذرات الذهب : ١ / ١٦٢.
(٣) ـ سعيد بن المسيّب ابن حزن أبو محمد القرشي المخزومي من مشاهير التابعين ، روى عن جمع من الصحابة ، ولد في خلافة عمر وتوفى سنة أربع وتسعين.
راجع طبقات ابن سعد : ٥ / ١١٩. المعارف : ٤٣٧. وفيات الأعيان : ٢ / ٣٧٥.
سير أعلام النبلاء : ٤ / ٢١٧ ـ ٢٤٦.
(٤) ـ وورد في بعض نسخ البخاري : «فيجلون عنه». قال ابن حجر (فتح الباري : ١١ / ٤٠٠) «قوله : فيجلون ـ بضم أوله وسكون الجيم وفتح اللام ـ أي يصرفون. وفي رواية الكشميهني بفتح الحاء المهملة وتشديد اللام بعدها همزة مضمومة قبل الواو ، وكذا للأكثر ؛ ومعناه : يطردون. وحكى ابن التين أن بعضهم ذكره بغير همزة ؛ قال : وهو في الأصل مهموز ، فكأنه سهل الهمزة».
(٥) ـ أي الزهري المذكور.
(٦) ـ البخاري : الصفحة السابقة.