شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ) [٢ / ٢٥٣] ؛ فنحن الذين آمنّا ، وهم الذين كفروا». فقال الرجل : «كفر القوم ـ وربّ الكعبة» ؛ ثمّ حمل ، فقاتل حتّى قتل.
وروى الحميدي من العامّة في الجمع بين الصحيحين (١) وفي الحديث الأوّل من افراد مسلم (٢) ، من مسند حذيفة اليمان العبسي (٣) ـ إلى أن قال : ـ
«ولكن حذيفة أخبرني عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : «في أصحابي اثنا عشر منافقا ، منهم ثمانية لا يدخلون الجنّة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط» ، وأربعة لا أحفظ ما قال شعبة فيهم» (٤).
__________________
(١) ـ الجمع بين الصحيحين للمحدث الحافظ أبي عبد الله محمد بن أبي نصر الحميدي ، فقيه ظاهري من تلامذة ابن حزم الاندلسي ، توفى سنة ثمان وثمانين وأربع مائة. والكتاب لم يطبع بعد ولا يحضرني نسخته ، ولذلك خرّجت الحديث من الأصل المنقول عنه.
راجع ترجمة الحميدي في سير أعلام النبلاء : ١٩ / ١٢٠ ـ ١٢٧. معجم الادباء : ١٨ / ٢٨٢ ـ ٢٨٦. شذرات الذهب : ٣ / ٣٩٢. وغيرها من كتب التراجم.
(٢) ـ مسلم : كتاب صفة المنافقين ، ح ٩ ، ٤ / ٢١٤٣.
(٣) ـ حذيفة بن اليمان الصحابي المشهور.
(٤) ـ أبهم المؤلف بتقطيعه معنى الحديث ، فنورده بتمامه إيضاحا للمعنى بلفظ مسلم :
«حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا أسود بن عامر ، حدثنا شعبة بن الحجاج ، عن قتادة ، عن أبي نضرة ، عن قيس ـ قال : ـ قلت لعمّار : «أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم في أمر عليّ ، أرأيا رأيتموه ، أو شيئا عهده إليكم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم»؟
فقال : «ما عهد إلينا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم شيئا لم يعهده إلى الناس كافّة ؛ ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «في أصحابي اثنا عشر منافقا ، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنّة حتّى يلج الجمل في سمّ الخياط» ثمانية منهم تكفيكهم الدبيلة ، وأربعة لم أحفظ ما قال شعبة فيهم». والدبيلة : فسره في حديث يتلوه (٤ / ٢١٤٤) : «سراج من النار يظهر في أكتافهم ، حتى ينجم من صدورهم».