ـ قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «فيحلّئون» : أي يطردون ويمنعون ، من «حلأت الإبل عن الماء ، تحلية وتحليا» : إذا طردتها عنه ومنعتها أن ترد ـ.
ولقد أخبر النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم بوقوع الفتنة واختلاف الآراء بعده ، وأوصى عمّارا وابن عبّاس وغيرهما بسلوك وادي عليّ عليهالسلام وإن انفرد به وسلك الناس جميعا غيره (١).
وقد روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال (٢) : «افترقت أمّة موسى على إحدى وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلّا واحدة ـ وهي التي اتّبعت وصيّه يوشع. وافترقت أمّة عيسى على اثنتين وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلّا واحدة ـ وهي التي اتّبعت وصيّه شمعون ـ. وستفترق أمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها في النار إلّا واحدة ، وهي التي تتّبع وصيّي عليّا» (٣).
__________________
(١) ـ أخرج الخوارزمي في مناقبه (الفصل السادس عشر : ١٢٥) عن أبي أيوب الأنصاري ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال لعمار : «يا عمار ـ إنّه سيكون في أمّتي من بعدي هنات ، حتّى يختلف السيف فيما بينهم وحتى يقتل بعضهم بعضا وحتى يبرأ بعضهم من بعض ؛ فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع الذي عن يميني علي بن أبي طالب ، وإن سلك الناس كلهم واديا وسلك عليّ واديا ، فاسلك وادي عليّ وخلّ عن الناس ...» وجاء مثله في فرائد السمطين : ١ / ١٧٨.
راجع أيضا ما ورد في تاريخ بغداد : في معلى بن عبد الرحمن الواسطي : ١٣ / ١٧٨.
(٢) ـ أحاديث افتراق الامة ورد في كثير من الجوامع الروائية ، وأما بهذا اللفظ فلم أعثر عليه عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيما بيدي من الجوامع.
وقد ورد عن أمير المؤمنين عليهالسلام في أمالي الطوسي : المجلس الثامن عشر ، ح ٦٦ ، ٥٢٣ ـ ٥٢٤. والاحتجاج : ١ / ٦٢٥. عنهما البحار : ٢٨ / ٤ ـ ٥ ، ح ٥ ـ ٦.
(٣) ـ كتب المؤلف ما يلي ثم شطب عليه :
«وفي صحيح الترمذي منهم هكذا : «ستفترق أمّتي ثلاثا وسبعين فرقة ، كلها في النار إلّا واحدة. قيل : ومن هم؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي» ـ». ـ