ولمّا نزلت : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً) [٨ / ٢٥] قال النبيّصلىاللهعليهوآلهوسلم (١) : «من ظلم عليّا مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنّما جحد نبوّتي ونبوّة الأنبياء قبلي».
وفي كتاب الاحتجاج للطبرسي (٢) ، عن الأصبغ بن نباتة ـ قال : ـ كنت واقفا مع أمير المؤمنين عليهالسلام يوم الجمل ، فجاء رجل حتّى وقف بين يديه ، فقال : «يا أمير المؤمنين ـ كبّر القوم وكبّرنا ، وهلّل القوم وهلّلنا ، وصلّى القوم وصلّينا ؛ فعلى ما نقاتلهم»؟
فقال أمير المؤمنين عليهالسلام : «على ما أنزل الله عزّ ذكره في كتابه».
فقال : «يا أمير المؤمنين ـ ليس كلّ ما أنزل الله في كتابه أعلمه ، فعلّمنيه»؟
فقال عليهالسلام : «ما أنزل الله في سورة البقرة».
فقال : «يا أمير المؤمنين ـ ليس [كلّ] (٣) ما أنزل الله في سورة البقرة أعلمه ، فعلّمنيه»؟
فقال عليهالسلام : «هذه الآية : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ
__________________
(١) ـ شواهد التنزيل : في ذكر الآية : ١ / ٢٠٦.
(٢) ـ الاحتجاج : احتجاج أمير المؤمنين عليهالسلام بعد دخوله البصرة : ١ / ٣٩٨. عنه البحار : ٣٢ / ٢٠٢ ، ح ١٥٥. وجاء ما يقرب منه في أمالي المفيد : المجلس الثاني عشر ، ح ٣ ، ١٠١ ـ ١٠٢. وأمالي الطوسي : المجلس السابع ، ح ٣٩ ، ١٩٧.
(٣) ـ إضافة من المصدر.