فصل (١) [٨]
[منزلة الآخرة من الدنيا]
ولمّا كانت الآخرة داخل حجب السماوات والأرض ، فما لم ينهدم بناء الظاهر لم ينكشف أحوال الباطن لأنّ الغيب والشهادة لا يجتمعان.
ولهذا ورد في الحديث (٢) : «لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول : الله الله».
ومنزلتها من هذا العالم ، منزلة هذا العالم من الرحم ، فلا تقوم إلّا إذا (زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزالَها) [٩٩ / ١]
(وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ) [٦٩ / ١٦] ،
وانتثرت الكواكب (٣) ،
وكوّرت الشمس (٤) ،
__________________
(١) ـ راجع عين اليقين : ٢٩٨. مفاتيح الغيب : المشهد الخامس من المفتاح التاسع عشر ، ٦٣٠ ـ ٦٣١. تفسير سورة يس لصدر المتألهين : ١٧٧ ـ ١٨١ ، قوله تعالى (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ ...).
(٢) ـ في مسلم : كتاب الإيمان ، باب (٦٦) ذهاب الإيمان ، ح ٢٣٤ ؛ ١ / ١٣١ ومستدرك الحاكم (كتاب الفتن والملاحم : ٤ / ٤٩٢) : «لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله». وفي حديث آخر فيه : «لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض لا إله إلا الله». وفي مسلم (الباب المذكور) : «لا تقوم الساعة على أحد يقول الله الله». وجاء بألفاظ اخر أيضا ، راجع المسند : ٣ / ١٦٢. حلية الأولياء : ٣ / ٣٠٥. كنز العمال : ١٤ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ، ح ٣٨٥٧٢ ـ ٣٨٥٧٦. المستدرك : ٤ / ٤٩٥.
(٣) ـ (وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ) [٨٢ / ٢].
(٤) ـ (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) [٨١ / ١].