فصل [٤]
روى في الكافي (١) بإسناد معتبر عن الصادق عليهالسلام ـ قال : ـ استقبل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حارثة بن مالك بن النعمان الأنصاري (٢) ، فقال له : «كيف أنت ـ يا حارثة بن مالك»؟ فقال : «يا رسول الله ـ مؤمن حقّا».
فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «لكلّ شيء حقيقة ، فما حقيقة قولك»؟
قال : «عزفت (٣) نفسي عن الدنيا ، فأسهرت ليلي ، وأظمأت هواجري ، فكأنّي أنظر إلى عرش ربّي ـ وقد وضع للحساب ـ وكأنّي أنظر إلى أهل الجنّة يتزاورون في الجنّة ، وكأنّي أسمع عواء أهل النار في النار». فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «عبد نوّر الله قلبه ، أبصرت فاثبت».
وعن النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم (٤) أنّه كان قاعدا مع أصحابه في المسجد ، فسمعوا
__________________
(١) ـ الكافي : كتاب الإيمان والكفر ، باب حقيقة الإيمان واليقين ، ٢ / ٥٤ ، ح ٣. راجع أيضا : معاني الأخبار ، باب معنى الإسلام والإيمان : ١٨٧ ح ٥.
كنز العمال : ١٣ / ٣٥١ ـ ٣٥٣ ، ح ٣٦٩٨٨ ـ ٣٦٩٩١.
(٢) ـ الرواية مروية عن طرق الفريقين كما أشرت إليه ، ففي بعض المصادر «حارث بن مالك» وفي بعضها «حارثة» وفي معاني الأخبار «حارث بن النعمان الأنصاري» وأورد ابن حجر ما جاء فيه عن طرق العامة في الإصابة (الترجمة (١٤٧٨) : ١ / ٢٨٩). هذا ـ وإن يمكن توفيقها بالتكلف غير أنه لا يمكن القول فيه جزما.
(٣) ـ عزفت نفسه عن الشيء : زهدت فيه وملّته.
(٤) ـ ورد صدر الحديث مع اختلاف يسير في اللفظ في مسلم : كتاب الجنّة ، باب (١٢) في شدة حرّ نار جهنم ، ٤ / ٢١٨٤ ـ ٢١٨٥ ، ح ٣١. المسند : ٢ / ٣٧١.
وأما ذيل الحديث (فما فرغ من كلامه ...) فلم أعثر عليه. وقد أورده ابن عربي في الفتوحات : الباب الحادي والستون ، ١ / ٢٩٨. وحكاه المصنّف ـ قدسسره ـ عنه في عين اليقين : ٢٩٥.