عرفناه ، ولا يدخل النار إلّا من أنكرنا وأنكرناه ؛ وذلك بأنّ الله ـ تبارك وتعالى ـ لو شاء عرّف الناس نفسه ، حتّى يعرفوا حدّه ويأتوه من بابه ، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله ، وبابه الذي يؤتى منه».
وبإسناده الصحيح (١) عن بريد العجليّ (٢) ، قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن قول الله ـ تعالى ـ : (وَعَلَى الْأَعْرافِ رِجالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيماهُمْ) [٧ / ٤٦] ، قال : «انزلت في هذه الأمّة ، والرجال هم الأئمّة من آل محمّد عليهمالسلام».
قلت : «فمن الأعراف»؟
قال : «صراط بين الجنّة والنار ، فمن شفع له الأئمّة منّا من المؤمنين المذنبين نجا ، ومن لم يشفعوا له هوى».
وفي رواية اخرى عنه عليهالسلام (٣) قال : «نحن اولئك الرجال ، الأئمّة منّا يعرفون من يدخل النار ومن يدخل الجنّة ، كما يعرفون في قبائلكم الرجل منكم يعرف من فيها من صالح أو طالح».
__________________
(١) ـ بصائر الدرجات : الصفحة السابقة ، ح ٥. عنه البحار : ٨ / ٣٣٥ ، ح ٣.
(٢) ـ قال النجاشي (١١٢ ، الرقم ٢٨٧) : «بريد بن معاوية العجلي ، عربي ، روى عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليهماالسلام ، ومات في حياة أبي عبد الله عليهالسلام ، وجه من وجوه أصحابنا ، وفقيه أيضا ، له محلّ عند الأئمة».
(٣) ـ بصائر الدرجات : ٤٩٥ ، ح ١.
وجاء ما يقرب منه في العياشي : ٢ / ١٨ ، ح ٤٣. عنه البحار : ٨ / ٣٣٦ ، ح ٨.